الوحدة القاتلة
فالوحدة قد تؤدي إلى مشاكل صحيَّة عديدة... وهذه بعض علامات الوحدة... تتزايد الأدلَّة وتتعاظم بشأن الوحدة، لتؤكِّد مدى الضرر الذي تُحدِثُهُ الوحدة لصحتنا.
وفي الحقيقة فإن العُزلة الإجتماعية وبحسب الدراسات، تقتل ضعف ما تقتله السُمنة والتدخين معاً.
ووفقاً لدراسة أُجريت مؤخراً، فإنَّ الوحدة بين البالغين قد تضاعفت منذ عام ١٩٨٠ بنسبة ٤٠٪ مقارنةً مع ٢٠٪ قبل سنوات قليلة... ويتوقَّع كثير من العلماء إزدياد هذه النسبة في العالم خلال السنوات المقبلة – ومع الإستخدام المتزايد للتكنولوجيا – في التواصل، بدلاً من التفاعل وجهاً لوجه.
لكن إن كنا نشعر بالوحدة في الوقت الراهن، فهذا لا يعني إننا لا نستطيع أن نتواصل بشكلٍ هدّافٍ مع الآخرين، بحيث نملأ الفراغ الذي يغزو قلوبنا... وعلينا أن لا نستسلم لهذا الأمر، فالوحدة قد تؤدي إلى مشاكل صحيَّة عديدة، حتى إنها قد تُسَبِّب الموت في بعض الأحيان، خصوصاً عندما نكون في صراعٍ معها.
وهذه بعض علامات الوحدة القاتلة:
١- نحن نشتاق لأن يكون لدينا تواصل ذات معنى بيننا وبين الآخرين، وعندما ينقطع هذا التواصل، ولا نعلم كيف نعيده، نجد أنفسنا في عزلة...
٢- نحن نلجأ إلى مواد مؤذية كي ننسى وحدتنا. وربما تكون هذه الأشياء الطعام / الشراب / التدخين وغيرها. لكن للأسف، فإن هذه الأشياء لن تجلب لنا سوى الكآبة والقلق والضياع والحزن.
٣- نحن نشعر بالملل وضيق الصدر، ونحاول أن نُخٓدِّر عواطفنا من خلال البرامج التلفزيونية، أو ألعاب الڤيديو وغيرها... إنَّ الإلتجاء لمثل هذه الأشياء يُعَزِّز الشعور بالوحدة، ذلك لأننا مخلوقات إجتماعية نحتاج إلى التمتع بالشركة مع الآخرين.
٤- الوحدة هي الصمَّام المُنَظِّم للكآبة. فعندما نُصابُ بالكآبة، نفقد الرغبة في الكلام، ونُفَضِّلُ الصمت. وهذا يزيد من رغبتنا في الإبتعاد عن الآخرين.
وفي النهاية، كلما إزددنا في الإنعزال، كلما ازداد الطريق صعوبةً للتواصل مع الآخرين. وإنه لمن الواضح أنَّ الطريقة الفُضلى للتخلِّص من الوحدة، هي أن نبدأ بالتحدِّث مع الناس، وهكذا نواجه مخاوفنا، إن كانت لدينا الرغبة في التغلُّب عليها...
وعلينا أن لا نشعر بالحَرَج تجاه هذه الوحدة، فكثيرٌ من الناس الذين يعانون من الوحدة، يخجلون من أن يعترفوا بها للآخرين، خوفاً من تعرُّضهم للرفض أو للسخرية... لذا علينا أن نُبادر بخطوات... ولو بسيطة... في بادىء الأمر لنعود إلى "الإجتماعية" مرةً أخرى... فطالما نحن نثق بأنفسنا ولدينا الدافع للتواصل، فإننا سوف نحصل على ما نريد.
مقالات مشابهة
الوحدة, القلق, الموت, الحزن, الحقيقة, التواصل, العزلة, الكآبة
- عدد الزيارات: 9248