Skip to main content

تأثيرات الشرّ

تأثيرات الشرّ

والشرُّ ليس له وجودٌ من تلقاء نفسه. إنه يشبه الطُفيليّات التي لا يمكنها أن تستمر على قيد الحياة، إلا من خلال امتصاص الدمّ من شريان الحياة...

هل أنتم مدركون مدى تأثير الشرّ في حياتكم؟

وهل تستطيعون أن تُسَلِّطوا الضوء على أحدهم أو على شيءٍ ما، يحاول أن يبعدكم عن ما هو حقيقي وصحيح؟

ما رأيكم بمحاولة إجراء جردة صادقة لأفكاركم، كلماتكم، تصرفاتكم وعلاقاتكم، ثم حوِّلوا الإستنتاجات جميعها نحو الله صاحب السيادة المُطْلَقَة، والذي يحبنا بعمق وقد أغدق رحمته علينا. 

وهل تدركون ما هو الشر؟

إليكم بعض النقاط التوضيحية لمفهوم الشر:

الشرُّ هو الكراهية 

 من الصعب جداً أن يكون العالم مُوَحَّداً في أي شيء، لكننا نراه موحَّداً في الكراهية. هل تلاحظون هذا؟ إنَّ قوى الشر تعمل معاً من أجل الكراهية... وهذه القوى ترسم الخُطط للشر... والشر لا يحدث بالصدفة... بل الشيطان وبمساعدةٍ شديدةٍ من حلفائه هو المُخَطِّط الرئيسي لهذا الشر... (المخدرات ليست مجرَّد تسلية نقوم بها خلال حفلات مسائيَّة. والدعارة أيضاً ليست مجرَّد إتفاقية بالتراضي، تجري بين إثنين من البالغين، من أجل التمتع بوقتٍ جميلٍ معاً). لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الشيطان قد خطَّط لهذه الأعمال وهي خطيرة جداً. 

وعندما نقرأ في إنجيل متى ٢٢: ١٥و١٦ نجد أنَّ الفرِّيسيين وجماعة من الهيرودسيين لم يكن لهما تواصل مع بعضهما، لا بل كانوا يحتقرون بعضهما البعض، لكنهم إتَّحدوا معاً ونَصبوا فخّاً لإيقاع الرب عيسى يسوع به. فقد اتَّحدوا معاً ولمرَّةٍ واحدة – من أجل الشر– عندما اتفقوا أن يُجَرِّبوا يسوع. 

الدافع المخفي للشرّ

عندما يوجِّهون لك المديح، ويقولون كم أنت رائع وجميل، وكم أنت ذكي ومتألِّق... إحذر من هذا المديح واحترس من الركلة القادمة... صدقوني لا بد أنها آتية. 

وعندما نقرأ المقطع ذاته في متى٢٢: ١٦، وقبل أن ينصبوا الفَخَّ للرب يسوع قالوا له: "يا معلِّم نعلَمُ أنَّكَ صادقٌ وَتُعَلِّمُ طريقَ الله بِالْحَقِّ ..." لقد تَمَلَّقوه لكي يَصِلوا إلى مبتغاهم الشرِّير. وهذا التَمَلُّق هو السهم الأخطر الذي يسَدِّده العدوّ. 

والشرّ صبورٌ وصامدٌ

هل سبقَ وشاهدتم أفلام الرُّعب؟ تلك التي تبدو في نهايتها وكأن الوحش قد مات؟ وفي اللحظة التي بها تظنون أنَّ الوحش قد انتهى؛ فإنه يعود فجأةً إلى الحياة ليعبثَ فساداً من جديد. هذه هي خطَّة الشر، وهذه هي الطريقة التي يتَّبِعها الشيطان لكي يُضِلَّ قلوب البَشَرَ، فهر يتمارض ويُمَثِّلُ دور الميت، وحين نُديرُ ظهرَنا، يستفيق ويقوم ويُمسِكُ بنا من الخلف. 

هزيمة الشر غير المشروطة

 مهما يكن الشر مُستتراً أو متآمراً، ومهما تكن فاعليَّته، لكنَّه سوف يُسَجَّلُ. وقد أخبرنا الله عن ذلك بوضوحٍ تام. 

"ثمَّ يَقُولُ أيضاً للذينَ عَنِ اليَسارِ إذهبوا عنّي يا مَلاعِينُ إلى النّارِ الأبدِيَّةِ ألمُعَدَّةِ لإبلِيسَ وملائِكَتَهُ." متى ٢٥: ٤١

 إنَّ الله هو الفائز دائماً، والشرُّ ليس له وجودٌ من تلقاء نفسه. إنه يشبه الطُفيليّات التي لا يمكنها أن تستمر على قيد الحياة، إلا من خلال امتصاص الدمّ من شريان الحياة. إنَّ حقيقة وجود الشر يعتمد على الصلاح حتى نهاية المطاف.     

وفي يومٍ من الأيام – سوف يُطرَحُ الشيطان ويُرمى به – إلى الأبد. لكن قبل أن يحصل هذا، علينا أن نتأكَّد من أننا لم نَخْتَرْ الجانب الخطأ. 

"أُمّاً الأشرارُ فَيَنْقَرِضونَ مِنَ الأَرْضِ، والغادِرونَ يُسْتأصَلونَ مِنْها." أمثال ٢: ٢٢

"الذينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرونَ الرَّبَّ الذي اشْتَراهُمْ، يَجْلِبونَ على أنْفُسِهِمْ هلاكاً سَريعاً." ٢بطرس ٢: ١

 

الله, الحياة, العالم, الشر, الكراهية, الخطأ, الصلاح, الميت

  • عدد الزيارات: 2709