Skip to main content

نضحي لهم أم بهم

نضحي لهم أم بهم

التضحية من أسمى السّلوكيّات الإنسانيّة، والباعث عليها هو الحبّ الذي يسكن في النّفوس فيحثنا عليها، ولكن إنتبه من التضحية العرجاء،

التي تجعلنا نضحي بمن نحب وليس من أجله.

التضحية باللغة: مصدرها ضحَّى، وهي بذل النَّفس أو الوقت أو المال لأجل غاية أسمى، ولأجل هدف أرجى، مع إحتساب الأجر على ذلك عند الله...

والمرادف لهذا المعنى: الفداء، والتضحية نقدمها طوعا لمن نحب، لا تُقدم قهرا، لأننا نعلم أن حبهم غالي ويستحق التضحية.

نجد أحياناً البعض يُقدم الكثير فعلا ولكن ربما بطريقة غير صحيحة، وكأنه يُقَدِمها كالدَين، فيُقدم وينتظر السداد بالمثل، فلا تُقبل تضحياتهم لأنهم ببساطه لم يقدموا التضحية عن قناعة تامه، بل بإلزام النفس بما لا يلزم، ليبدوا أشخاصًا رائعون في أعين الآخرون.

لذلك أحيانا نستمع إلى تلك العبارات منهم، (أعطيتك زهرة شبابي، أفنيت عمري عليك، حرمت نفسي من أجلك) إنها تضحية عرجاء تلك التي تنتظر الثمن...

فلننتبه:

إننا عند تكرار ما قدمناه لهم وتضحياتنا هذه على مسامعهم، نكون في حقيقة الأمر ضحينا بهم... وليس لهم.

لأن مثل تلك العبارات تهدم ما قدمناه... بل وتجعله أمرا غير مرغوب فيه من قِبَلهم.

لعلنا ينبغي أن نعلم أن التضحية التي يتبعها تمنَنُ... هي في الحقيقة باب لهدم من ضحينا لأجلم، إنها تضحية عرجاء، وجرح لمن نحب.

إن التضحية لا تنتظر ثمن إلا الحب،

ولن تُقدم إلا بسبب الحب،

وأيضاً لن تُقبل إلا إذا قدمناها بحب،

يوحنا 13:15"لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ"،

فعلينا أن نتعامل من هذا المنظور.

السعادة, الحب, التضحية, الحقيقة, الأسرة, الفداء, الأضحى

  • عدد الزيارات: 3233