عبرة من ذا النون
لقد كنت تصلي لله من جوف الحوت الذي التقمك؟ هل اتخذت من جوف الحوت قِبلة لك، واتخذت منه مصًلى؟ هل صرخت إلى الله كما فعل يونان
"قال دعوتُ من ضيقي الرب فاستجابني، صرختُ من جوف الهاوية فسمِعتَ صوتي." يونان 2:2
ذا النون هو نبي الله يونان، والذي عُرف بالنون "الحوت" أي صاحب الحوت لما فيه من قصة وعبرة.
ومعنى يونان باللغة العبرية هو الحمامة، وهو النبي الذي التقمه الحوت وبقى في باطنه ثلاثة أيام وخرج، وهو نبى الله يونس بالإسلام، والذي إشتُق اسمه من يؤنس، وهو من الأنس.
لعلنا لا ندرك كم الظلام والوحشة التي كنتَ بها يا يونان آنذاك، ولا نعلم مدى الألم والخوف الذي كنتَ فيه، ولا نعلم كيف كانت حالتك وأنت تصرخ إلى الله؟
هل كنت واقفا أم جالسا؟
هل كانت تنظر شرقا أم غربا؟
هل كانت صلاتك جهرية بصوت أم اكتفيت بحديث القلب؟
لا يهم فأنت كنت من "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ" آل عمران 191
لم يفكر يونان "يونس" في مكانه أو زمانه أو أي اتجاه ينظر له......
لم يفكر حتى في الكلمات التي ينطق بها......
كل ما شغله هو معيته بالله، ويقينه في أن الله سينقذه،
وقلبه كان مع الله ويناديه، فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، يونان2: 1
وكأنه يعلن بكل حرف "قل إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني" البقرة 186
هذه الصلة بين المخلوق والخالق التي نسميها الصلاة، هي انسكاب أمام الله بكل قلوبنا وضعفنا وثقل أحمالنا ولا نخرج من محضره إلا ونحن قد تركنا همومنا وامتلئنا يقينا بمحبته، فأهم ما في الصلاة هي توجه القلب، وانسكاب الروح، ليس مهم الزمان والمكان والحالة الجسدية...
وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. متى 6:6
مقالات مشابهة
الصلاة, القِبلة , يونس , يونان , ذا النون
- عدد الزيارات: 4207