طاعة الوصيَّة
...أما طاعة الوصيَّة والشعور وكأنها أمرٌ لا بدَّ من تنفيذه، فلا يجلبَ إلا الهمّ والغمّ... والشعور بعدم الإرتياح. ذلك لأن تنفيذ الوصيَّة يُسَبِّبُ الخوف
ليستْ الوصيّٓة أو تنفيذ الوصيَّة... هي الأداة التي تجعل منّا أناساً مطيعين لله.
فهناك فرقٌ شاسعٌ بين طاعة الوصيَّة، وطاعة الله من خلال الوصيَّة.
وطاعة الوصيَّة هي ممارسات شكليَّة ليس إلّا، في حين أنَّ طاعة الله من خلال الوصيَّة أمرٌ لا يُستهان به.
فأنا أُطيع الله حُبّاً به وإكراماً له، وهذا ليس بالأمر السهل... إذ إنَّه يتطلَّب القُرب من الله، والشركة معه، أي التحدث إليه والإستماع له.
بينما طاعة الوصيَّة أمرٌ سهلٌ للغاية، إذ إنَّه مجرَّد تنفيذ معلومات من دون التقرّب من الله.
وطاعة الله من خلال الوصيَّة يريح النفس... ذلك لأن القُرب من الله يتيح لهذه النفس إختبار ما في قلب الله من محبة تجاه الإنسان، وإذ يختبر الإنسان مدى محبة الله ولطفه تجاه النفس البشرية... فإنما يقوده هذا إلى الراحة والشعور بالسلام والطمأنينة.
"أَحْسِنْ إلى عَبْدِكَ فأَحيا وأَحفَظَ أَمْرَكَ. إكْشِفْ عن عينيَّ فأَرى عجائِبَ مِنْ شريعَتِكَ. غَرِيبٌ أنا في الأَرْضِ. لا تُخْفِ عني وصاياكَ" مزمور ١١٩: ١٧-١٩
أما طاعة الوصيَّة والشعور وكأنها أمرٌ لا بدَّ من تنفيذه، فلا يجلبَ إلا الهمّ والغمّ... والشعور بعدم الإرتياح. ذلك لأن تنفيذ الوصيَّة يُسَبِّبُ الخوف من التقصير في تنفيذها، وبالتالي الخوف من العقاب مقابل هذا التقصير. والنتيجة... فإنَّ مُنَفِّذ الوصيَّة يظن بأنَّ غضب الله واقع لا محالة. وقد يتبادر إلى ذهنه بأنَّ الله لا بدّ أن يعامله المعاملة الحَسَنَة لمجرَّد تنفيذه الوصيَّة، فإن تعرَّض لأي مكروه أو صادفه ظرف سيِّء فإنه يضع الملامة على الله، ويتَّهم الله بالظلم والقساوة.
إنَّ الله هو غير ما نتصوَّره نحن. يقول عنه الكتاب المقدَّس:
"لا يَقُلْ أَحَدٌ إذا جُرِّبَ أنني أُجَرَّبُ مٍنْ قِبَلِ الله، لِأَنَّ الله غَيْرُ مُجَرِّبٍ بالشرورِ، وهو لا يُجرِّبُ أَحَداً".يعقوب الاصحاح الاول عدد 13
أن نحبَّ الله يعني أن نحفظَ وصاياه ونعمل بها من قلبٍ مليء بالمحبة له.
" فإنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةَ الله أَنْ نَحْفَظَ وَصاياهُ. ووصاياهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً" ١يوحنا ٥: ٣
مقالات مشابهة
المحبة, الله, السلام, الشعور, الهموم, الإرتياح, الوصية, الملامة
- عدد الزيارات: 2837