أخطاءٌ لا يكرِّرها الناجحون
لقد قادني قرارٌ سيّء إتّخذته... لأتعلّٓمُ دروساً ثمينة... "لا للعودة إلى الوراء"... ماذا تعني هذه العبارة؟
إنَّ عِلْم النفْس يرى أنَّ هذه العبارة تعني "الصحو، والإستيقاظ" في الحياة العَمَليّة على وجه التحديد... والأشخاص الناجحون لا يقعون مرتين في الخطأ نفسه. وبالإختصار، فإنهم يتعلَّمون من أخطائهم، فلا يقعوا في فخّ تكريرها، مما يعيدهم إلى الوراء.
وبحسب خبرة أحد الأشخاص الناجحين في عملهم، فإنه يقول:
"لقد قادني قرارٌ سيّء إتّخذته، إلى حوار مفيد مع مستشاري... لقد تعلّٓمتُ درساً ثميناً، لكن من الطريق الصعب. والشيء الإيجابي في الموضوع، أنَّك حالما تتعلّٓم هذا الدرس، لن تعود إلى الوراء. لن تكرِّره مرةً أُخرى."
وقد تساءلتُ عن تلك "الصَحوَة" التي يعتمدها الأشخاص الناجحون والتي تصنع التغيير" الدائم"، والذي يدفعهم نحو النجاح في حياتهم المهنيَّة، وعلاقاتهم الحياتيَّة!!
وبعد البحث... والتدقيق... والتفتيش... إليكم الخلاصة :
١- عدم العودة إلى ما قد فَشِل
سواء كان عمل ما، أو علاقة فاشلة والتي إنتهتْ لسببٍ وجيه، فإنه يجب علينا أن لا نعود إلى الشيء نفسه، ونتوقَّع نتائج مختلفة، خصوصاً إذا لم يكن هناك تغييرات جذريَّة.
٢- عدم القيام بعمل ما لا يُشْبِهُك!
عندما أريد القيام بأي عمل، يجب أن أسأل نفسي:
"لماذا أقوم أنا بهذا العمل؟... وهل أنا أناسب هذا العمل؟... وهل هذا العمل يناسبني؟... وهل سأقوم به ببراعة؟"... وإن أتى الجواب بالنفي على أيٍ من هذه الأسئلة، فإنَّ هذا سيكون إجابة مُقنِعة على عدم الخوض في هذا العمل.
٣- محاولة تغيير الآخر
عندما نتحقَّق من عدم قدرتنا على إجبار أحدهم على القيام بعملٍ ما، أو ثنيه عن القيام به، فنحن هنا نوفِّرُ الحريَّة له،... ونسمح له باختبار العواقب.!!
٤- "إرضاء الجميع" مُهِمَّةٌ مستحيلة
عندما أقتنع بأنني لن أستطيع إرضاء الجميع، عندها أستطيع أن أحيا "حياة هادِفَة." إنها فقط مسألة إرضاء الشخص الصحيح.
٥- إختيار "الفائدة الطويلة الأمد" بدلاً من "الراحة القصيرة المدى."
يعلم الأشخاص الناجحون أنَّ النجاح ربما يتطلَّب خطوة مؤلمة وغير محدودة، لذا فإنهم لا يتردَّدون في اتِّخاذ هذه الخطوة، لأنها وبحسب خبرتهم، تجلب لهم الفائدة الطويلة الأمد. إنَّ اتّباع هذه القاعدة، هي العلامة الفارقة الكبرى بين الأشخاص الناجحين، والأشخاص الذين يفشلون باستمرار.
٦- الثقة بالشخص الذي يبدو وكأنه من دون أيَّة شائبة
من الطبيعي جداً أن ننجذب وراء الشخص الذي يبدو وكأنه "شخصٌ خارِق" أو بمعنى آخر "شخصٌ لا يُصَدَّق." فنحن نحب التميّز، ونسعى لأجله باستمرار. كما أننا نتابع أخبار الأشخاص العظماء، لنرى ما يقومون به من أعمال. ونتابع أيضاً أخبار الموظفين الذين يقومون بأداءٍ عالٍ، ونتواعد مع الأشخاص الإستثنائيين أيضاً، ونتصادق مع ذوات الشخصيَّة النجوميَّة، ونتعامل مع الشركات المتفوِّقة. لكن علينا أن نضع في حسابنا أنَّ العالم لا يخلو من العيوب. ولا يوجد هناك من "لا تشوبه شائبة." وإن ظهروا كذلك، علينا في بعض الأحيان أن نضغط على "زرّ التوقّف."
٧- لا نتجاهل القيام بواجبنا بعناية تامّة
لا يهمّ كيف تبدو الأشياء حسنة بمظهرها الخارجي. لكنَّ النظرة العميقة والجديَّة والصادقة، هي التي تُظهِر لنا ما نريد رؤيته: الواقع الذي ندينُ به لأنفسنا.
٨- عدم التردّد بالسؤال، "لماذا وأين أجد نفسي" في هذه الحالة
إنَّ الفارق الأكبر بين الأشخاص الناجحين والأشخاص الآخرين، أنهم يسألون أنفسهم باستمرار وفي جميع مجالات الحياة، إن على صعيد الحب والعلاقات، أو العمل، يسألون هذا السؤال: " أي دورٍ ألعبه أنا في هذا الظرف؟" أو بمعنى آخر، هم لا ينظرون لأنفسهم وكأنهم "الضحيَّة" حتى ولو كانوا كذلك.
٩- الحياة الداخلية تحدِّد النجاح الخارجي
إنَّ الحياة الداخليَّة الجيِّدة، قد تلعب دوراً ولو صغيراً في الظروف الخارجيَّة. فنحن سعداء وأوفياء، متفائلون وكُرَماء...
كلُّ هذا يعود لِما نحن عليه من الداخل. وهذا ما أثبتت صِحَّته الأبحاث.
إنَّ حياتنا الداخليَّة تُسهم إلى حدٍّ كبير في إنتاج ظروفنا الخارجيَّة.
وكما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
والذي نفسُهُ بِغَيْرِ جمالٍ لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا
أيُّهذا الشاكي وما بكَ داءٌ كُنْ جميلاً تَرَى الوجودَ جميلا
نعم للأمام... ولا للعودة إلى الوراء...
مقالات مشابهة
النجاح, العمل, الثقة, الفشل, أخطاء, الطريق, علم النفس, الدرس
- عدد الزيارات: 2857