علِّموا إبنتكم حقوقها
بمناسبة عيد الأم العالمي... لك منا أحر التهاني... أنت من تعملين ليلا نهارا بدون تذمر... وتتحملين أقصى الظروف... سيدتي لا تنسي...
في مجتمعنا الشرقي، يظن الأهل كي لا نقول (يقتنع الأهل) بأن "البنت" هي أقلُّ مَرْتبةً من "الصبي"، وعليها أن تقوم بخدمته. فتقول الأم: "قومي حضِّري العشاء لأخيك" و "رتِّبي غرفته" و "إكوي له ثيابه" وكأنَّ هذا واجبٌ عليها، حتى يصل الأمر إلى أن تقول الوالدة أيضاً: "إسأليه إن كان يسمح لكِ بالخروج أم لا..."
هذا هو المجتمع العنصري الذكوري، الذي يبدأ من البيت قبل أن يبدأ من خارجه.
ونحن نقول لكل أُمّ ولكل وأب:
علِّموا إبنتكم حقوقها قبل أن تطالبوها بواجباتها...
علِّموها أن تعتمد على نفسها وتتعلَّم وتشتغل وتصرف على نفسها...
علِّموها بأن مصيرها هو بين يديها، وليس مصيرها بيت زوجها لكي يُنفِقَ عليها...
علِّموها بأن تثق بنفسها وبقدراتها، وأن لا تخاف من الناس وكلامهم...
علِّموها أنها إنسانة محترمة ومكانتها تساوي مكانة أخيها، ولا تُربُّوها على أنها عورة...
علِّموها بأنها إنسانة شريفة، ولا تُرَبّوها على أن شرف العائلة مرتبط بها لمجرَّد أنها أنثى...
علِّموها ما هو مفهوم الكرامة والأخلاق والشهامة والتضحية والإخلاص والمروءة...
علِّموها أن تحافظ على كرامتها وشِيَمها، لا أن تتقيَّد بتقاليد فارغة باهتة لا يحقُّ لها أن تتجاوزها، وإلا كانت عُرضةً للقتل أو التشويه أو الضرب أو غيره...
ونقول أيضاً لكل أم ولكل أب:
ربّوا إبنكم على أنَّ الصبي هو مثل البنت تماماً...
فهو يرتِّب أغراضه، ويعمل الشاي لنفسه، ويشيل صحنه...
علِّموه بأن يخاف على أخته ويحنو عليها، وأنَّ حبَّه لها يأتي بالفِطرة...
علِّموه بأن يحميها، ليس لأنه الأقوى، بل لأنه أخ حنون ومُتَفَهِّم...
علِّموه بأن يتفاهم معها، لا أن تكون له "فشَّة خلق"...
علِّموه بأن يحترم المرأة ويعرف كيف يُقَدِّرها...
علِّموه كيف يكون أخاً وزوجاً وأباً عادلاً...
علِّموه العطف والتسامح والوقوف إلى جانب الضعيف...
ولا تسمحوا بأن يكون إبنكم عنصريّاً مُتَحَرِّشاً مُغتصباً متحيِّزاً ظالماً...
علِّموه أنَّ الإنتقام لا يقوم على إعتبارات شخصيَّة بهدف التأديب أو إنتقاماً لسمعته الشخصيَّة... فَمَن الذي نَصَّبَه لكي يكون مُحَقِّقاً ومُدَّعياً عاماً وقاضياً ومُنَفِّذاً للعقوبة بصورةٍ مُخالِفَة للأصول القانونيَّة؟؟؟
علِّموه أن يرفض العقليَّة العشائريَّة، وينصاع إلى التطوُّر الفكري والإجتماعي والحضاري...
علِّموه أنَّ الإنفعال الشديد لا يؤدي إلا إلى الخطورة في المواقف...
علِّموه أن يُحِبَّ أخته ويقف إلى جانبها مهما كانت الحال، فهذا هو الإنسان الشريف والموقف المُشَرِّف...
علِّموه أن يحفظ هذه الآية، ويأخذها دستوراً لحياته:
"الصَّدِيقُ يُحِبُّ في كُلِّ وَقْتٍ. أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ." سفر الأمثال 17: 17
مقالات مشابهة
التضحية, التسامح, الكرامة, البنت, الحقوق, الأهل, عيد الأم, الشرف
- عدد الزيارات: 2821