دعوة مُسبقة الدفع
لا شيْ أهم من الأم
امنحوها الوقت الذي تستحقه والحب والكرامة والتقدير فهذا حق الله وحقها،
وهذه الأمور لا تؤجل...
إلى كل شاب وشابة إبن وإبنة ليس على القلب أغلى من الأم والأب.
إلى كل شاب وشابة إبن وإبنة.
بعد 21 سنة من زواجي... وجدت بريقاً جديداً من الحب…
قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي!!!!.... وكانت فكرتها أي فكرة زوجتي....!!!!
أعلم كم تحبها... هذه المرأة... كانت أمي... التي ترملت منذ 19 سنة. لكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ومسؤولياتي تجاه أسرتي وعملي جعلتني لا أزورها إلا نادراً…
في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء، سألتني: هل أنتَ بخير؟ كونها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما فخافت، فقلت لها: نعم أنا ممتاز ولكن أحب وبشدة أن أقضي وقتاً معك يا أمي .قالت: نحن فقط؟وفكـَرتْ قليلاً وأجابت: أحب ذلك كثيراً.
في يوم الخميس وبعد العمل مررت بها وأخذتها أنا كنت مضطرباً جداً لكنها كانت أكثر اضطراباً وقلقا حيث كانت تنتظر عند الباب مرتديةً ملابس جميلةً ويبدو أنه آخر فستان اشتراه لها أبي قبل وفاته، ابتسمت أمي كملاكٍ وقالت: أخبرت الجميع أنني اليوم سأخرج مع إبني والجميع فرح لفرحي وينتظرون الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي.
ذهبنا إلى مطعم جميل وهادىء وتمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى بل أكثر. بعد أن جلسنا بدأتُ أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع إلا قراءة الأحرف الكبيرة، وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إليّ بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين وقاطعتني قائلةً: كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير. أجبتها: حان الآن موعد تسديد شيء من ديني ارتاحي أنت يا أماه.
تحدثنا كثيراً أثـناء العشاء وضحكنا كثيرا وتذكرنا الطفولة واللعب وكم أتعبتها وكانت هي سعيدة وروينا قصصاً قديمة جديدة حسب الذاكرة لكن نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت: أوافق أن أخرج معك مرة أخرى ولكن هذه المرة على حسابي. فقبـّـلت يدها وودعتها.
بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع أن أفعل أي شـيء لها.
بعد عدة أيام وصلني عبر البريد رسالة من المطعم الذي تعشينا فيه أنا وأمي مع ملاحظة مكتوبة بخطها. دفعت الفاتورة مقدماً حيث كنت أعلم أنني لن أكون موجودة المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك، وأنت لن تقدر أن تتخيل ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي... أحبك يا ولدي......
في هذه اللحظة فهمت وقــّدرت معنى كلمة حب أو أحبك...
فهمت ما معنى أن تجعل الطرف الآخر يشعر بهذه المحبة.
لا شيْ أهم من الأم
امنحوها الوقت الذي تستحقه والحب والكرامة والتقدير فهذا حق الله وحقها،
وهذه الأمور لا تؤجل...
إلى كل شاب وشابة إبن وإبنة ليس على القلب أغلى من الأم والأب.
التقدير, المرأة, الله, الحب, Mother's day, دعوة مُسبقة الدفع, إبن, إبنة, الأم, الأب, الكرامة
- عدد الزيارات: 2542