قبول و مساحة

في الواقع، ماذا يعني القبول؟ وكم هو ضروري؟

القبول وقبول الآخر... كان هذا الموضوع يشغل حيّزًا في فكري منذ فترة... ظروف مختلفة... أشخاص مختلفون... وحالات مختلفة... وكلّ هذه الظّروف أدّت إلى أن أفكّر بهذا الموضوع... القبول...

أعتقد أنّ هذه الصّفة أصبحت من أحد القيم الأساسيّة لديّ، وخاصًة في ما يتعلّق بموضوع الصّداقات... أحتاج ان أعرف أنّني مقبولة... مقبولة على حقيقتي... وأنّني لست بحاجة إلى التّصنّع في تصرّفاتي، كلامي، مناوشاتي، زلّاتي ومزاحي... أن أكون مقبولة وليس فقط مفهومة... وإذا لم أكن كذلك، فأنا أميل إلى الابتعاد بخطوات كبيرة!

هذا جانب من العملة... الآن الجانب الآخر هو أن "أقبل الآخرين"... وهذا هو الجزء الأصعب.

قد تجدني دومًا أقول بصوت عالٍ: "نعم، أنا أحترم الجميع"... وأعتقد أنّني كذلك مع الكثير من النّاس... ولكنّني بدأت أشاهد سلوكي ولغتي وأفكاري... هل كنت حقًّا أقبل كما كنت أعتقد أنّني كنت؟

لا أعتقد أنّني كنت كذلك!! في الواقع، ماذا يعني القبول؟ وكم هو ضروري؟

الموضوع يعود إلى الحدود... يجب أن أكون مدركة لحدودك الخاصّة. كيف يستطيع النّاس التّحدث معي؟ كيف يمكنهم الإقتراب منّي؟ إلى أيّ مدى يمكن أن يذهبوا، ومتى يجب عليّ رسم خطّ أحمر؟

هذه هي الأشياء التي تحتاجين إلى التّفكير فيها... عندما تعرفين حدودك، فأنت تعرفين أيضًا السلوك الذي يمكنك قبوله وتحمّله... وكذلك الآخرين.

لا أحد منّا كامل أو بخير تمامًا... لا أحد يعيش في هذا العالم بالطّريقة الصّحيحة... كلٌ منّا يرتكب الأخطاء... نحن نولد ككائنات صغيرة وثمينة، وما نلبث أن يقوم هذا العالم والنّاس من حولنا بتشكيلنا... وكلّ هذا يترك بصمة علينا... ولكل منّا بصمة خاصة به...  قد نحمل مشاكل وجروحًا متشابهة... لكنّنا لا نتشارك نفس القصّة... قد نتشارك بأجزاء، وهذا ما يجعلنا متفهمّين لبعضنا البعض ويقرّبنا لبعض أكثر.

أيضًا علينا أن نتفهّم أنّ كلّ شخص يمرّ بظروف... مشاكل حاليّة، ومشاكل متعلّقة بالماضي... لكلّ شخص منّا قصّة خاصّة به... لذلك فعلينا أن نجعل دائمًا مساحة بيننا وبين الآخرين... مساحة للشّفاء... والتّعلّم... والنّموّ... من دون أحكام... أو نقد... مع احترام طرقهم في التّعبير عن أنفسهم.