Skip to main content

ماذا؟ امتحان الحلوى!

ماذا؟ امتحان الحلوى!

ما هو ذلك الإمتحان النّفسيّ الأدقّ الّذي يرتبط مباشرة بالنّجاح في الحياة؟ وما هو الذّكاء؟

في مقابلة لبرنامج "تخيّل الغد"، يتكلّم الأمريكي ميتشيو كاكو - الفيزيائي المستقبلي النّظري، وأستاذ الفيزياء النّظريّة في كليّة مدينة نيويورك – عن إمتحان الحلوى كمقياس لمعدّل ذكاء الأطفال!فيقول:

عندما ننظر إلى الأطفال ونتأمّل في النّظريّات المتعدّدة الّتي تتكلّم عمّا يجعلهم ناجحين، ندرك بأنّ معظم هذه النّظريّات هي على خطأ... ذلك أنّه لم يتمّ التّحقّق منها... على سبيل المثال، نظريّات واختبارات معدّل الذّكاء العالي (high IQ). فالعديد من النّاس لديهم معدّل ذكاء عالٍ إنّما الكثيرون منهم يعيشون على هامش الحياة!

لذا، ما هو ذلك الإمتحان النّفسيّ الأدقّ الّذي يرتبط مباشرة بالنّجاح في الحياة؟

النّتيجة الّتي توصّل إليها ميتشيو هي أنّ الأمر يرتبط مباشرة بإمتحان الحلوى!

فنسأل مجموعة من الأطفال: أتريد قطعة من الحلوى الآن؟... أو قطعتين منها إنّما بعد ساعتين من الآن؟

 فالأولاد الّذين يجيبون ب "الآن" يميلون أن يكونوا من الأشخص الّذين يفضّلون الطّرق المختصرة والنّتيجة السّريعة ويتجنّبون العمل الشّاق... فيختارون القطعة الواحدة – الآن!

إنّما أطفال آخرون يسألون: إنّ انتظرت ساعتين، أسأحصل على قطعتين؟

إذًا... يمكنني التّروّي... فبانتظاري قطعتين بدل الواحدة!...

من الممكن أنّك تقولين لنفسك الآن: هذا مجرّد اختبار للأطفال...! إنّما مع الوقت، ومتابعة هؤلاء الأطفال على مرّ السّنوات... نجد بأنّ المجموعة الّتي اختارت الإنتظار لوقت أطول بانتظار كمّيّة أكبر من الحلوى،

هي المجموعة الأكثر نجاحًا،

لديهم حالات طلاق أقلّ،

مدخول أعلى،

ومراكز أعلى في المجتمع،

ولا يقبلون بالمكافأة البسيطة... إنّما يأخّرون المكافآت إلى فترات أبعد في المستقبل...

هنا ندرك بأنّ النّجاح في الحياة ليس في العلم فقط... إنّما بعدم اتّخاذ الطّرق المختصرة!

يمكننا أن نتساءل: وهل بإستطاعتنا أن نتعلّم أو ندرس هذا الأسلوب في الحياة؟

يقول ميتشيو بأنّ معظم نتائج إختبار الحلوى هو "شخصيّة" الفرد الّتي تشكّلت في سنّ صغيرة... وإذا ختبرنا أطفالًا من عائلات ذات مستويات معيشيّة مختلفة – مستوى عالٍ ومتوسّط وفقير – نجد الفرق... فالأطفال من العائلات الفقيرة يميلون إلى أخذ الطّرق المختصرة... لأنّهم في صغرهم اختبروا بأنّ الأشياء الّتي لديهم لا إستمراريّة لها... في بعض الأحيان يمتلكون المال... وفجأة وبسرعة... يختفي في المستقبل... كيف نعلّمهم أسلوب الأمد البعيد، أو التّأنّي في الإختيار؟ نخبرهم بأنّ ما ينتطرهم بعد حين أكبر وأهمّ ممّا يأخذون الآن... ومع الوقت يتدرّبون على اتّخاذ الطريق الطّويل ذات النّتيجة الأفضل، فيتروّون... ويكملون تعليمهم، ويتعلّمون ضبط النّفس... وبصبر يرتقون درجات السّلّم للوصول إلى المكافآت الكبرى في حياتهم... وهكذا يدركون قيمة الحقيقة بأنّنا "بشر" نتمتّع بفكر طموح... فهذا ما يميّزنا عن باقي المخلوقات... نفكّر وندرك الوقت ونعي بأنّ المستقبل آت...

يقول ميتشيو: لقد جاء أجدادي إلى ولاية كاليفورنيا منذ مئات السّنين... تخيّلي معي كيف كانت الحياة آنذاك... كان العمر المتوقّع للحياة 49 عامًا... فيولدون، يتزوّجون، ينجبون، ويموتون... كانت الحياة لا معنى لها! أمّا الآن... فالعمر المتوقّع لدى الإنسان قد طال، ونملك وسائل معيشيّة متقدّمة... فمثلًا بدل أن ننادي للجيران من النّافذة، يمكننا التّواصل عبر الهاتف أو على وسائل التّواصل الإجتماعي... فننظر إلى الأمور عبر السّنوات ونرى تطوّرًا باهرًا... ونحن من قمنا بهذا التّطوّر... وإن حاولنا أن نعلّم حيواناتنا الأليفة عن الأشياء الّتي نحن نقوم بها، فسنفشل بالتّأكيد، لأنّها مخلوقات تعيش فقط في الحاضر... لن نتمكّن من تدريبها على مفهوم "الغد" مهما حاولنا! وهذا ما يميّزنا نحن البشر! فنحن باستمرار نفكّر في الغد، نقيّم، نخطّط، نضع الأهداف... هذا هو "الذّكاء"...

وإذا عدنا لإختبار معدّل الذّكاء... فنضع مجموعة من الأشخاص بمعدّلات ذكاء متفاوتة في غرفة، ونوكل إليهم مهمّة سرقة مصرف، مثلًا... نجد أنّ كلًّا منهم يخطّط بطريقة مختلفة، وربّما الّذين لديهم معدّل متدنٍّ يقدرون على التّخطيط بشكل أنجح... لأنّ الشّخص بعدّل ذكاء عالٍ يفكّر أوّلًا في العواقب القانونيّة لعمليّة السّرقة!

يتوصّل ميتشيو إلى نتيجة:

أنّ الذّكاء هو القدرة على التّخطيط ورسم الطّرق للوصول إلى الهدف... وبهذه الطّريقة نكتشف معنى الحياة!

فإن أخبرَنا أحدُهم ما معناها... أصبحت بدون قيمة لنا... فالحياة ليست بأن نتلقّى من محيطنا، إنّما هي رحلة اكتشاف النّفس والقدرات باستخدام الذّكاء المعطى لنا...

يمكنك أن تشاهدي هذه المقابلة عبر الرّابط المرفق:

https://www.facebook.com/JayShettyIW/videos/1364500160361691

الحياة, الهدف, التطور, الذكاء, الإختبار, الإمتحان النفسي, معدل الذكاء, الطريق المختصرة, التخطيط, اكتشاف النفس

  • عدد الزيارات: 2220