Skip to main content

أنا "أوّلاً" قبل كلّ شيء!

أنا

تعتبر النّصيحة الشّائعة في "تعلم أن تقول لا" مفيدة... ولكن لا تتمتّع بقوّة كبيرة ما لم تكن مدعومة بفهم عميق لحقيقة أنّنا مسؤولون عن أنفسنا أولاً

الإلتزامات الإجتماعيّة، والتّوقّعات من الآخرين، المسؤوليّات في الحياة الشّخصيّة والمهنيّة، والمتاعب اليوميّة... كلّ هذا يضع عبئًا مفرطًا علينا.

إنّها مجرّد حياة... الجميع يريدون شيئا. ونعم، لكي يتسنّى لنا جميعًا أن نزدهر، نحتاج إلى مساعدة بعضنا البعض، إلى التّواصل مع بعضنا البعض، والتّعاون... ولكي يحدث كلّ ذلك، نطلب أشياء من بعضنا البعض:

"سأكون ممتنًّا لو فعلت لي ذلك..." أو "من المهمّ بالنّسبة إلينا إذا كنت تستطيع إنهاء هذا المشروع اليوم" أو "هل يمكنك الإهتمام بها في عطلة نهاية الأسبوع؟"... إلخ... "رئيسك لن يكون سعيدًا إذا لم تأتِ"...

قد نشعر بأنّنا نحتاج دائمًا لمساعدة الآخرين، أو أن نكون معهم، أو نفعل ما يمكننا فعله لإرضائهم... وهذا جيّد... ومع ذلك، فإنّ هناك فترات في حياتنا حيث ستتراكم هذه الطّلبات الصغيرة، الغير ضارّة للوهلة الأولى، وفي نهاية المطاف ستهتزّ حياتنا!

فعندما نبدأ بالشّعور بالحزن من دون أيّ سبب واضح، كسل، وليس لنا مزاج لعمل أيّ شيء، نبحث عن عطلة نهاية الأسبوع لنتمكّن من الحصول على قسط من الرّاحة... ولنهتمّ بأنفسنا... وإن لم نفعل ذلك، سنفقد السّيطرة على حياتنا!

لذا، فإنّ كلّ النّصائح التي يتمّ تقديمها، تركز على تعلّم قول "لا"... ومع ذلك، فنحن لا نجيد دائمًا في هذا... لماذا!؟ لأنّ قول "لا" يجعلنا نشعر بالذّنب، يجعلنا نشعر أنّنا سنفقد العلاقة أو الوظيفة أو الصداقة...

تعتبر النّصيحة الشّائعة في "تعلم أن تقول لا" مفيدة... ولكن لا تتمتّع بقوّة كبيرة ما لم تكن مدعومة بفهم عميق لحقيقة أنّنا مسؤولون عن أنفسنا أولاً، وبعد ذلك فقط يمكننا مساعدة الآخرين... فنحن مدينون لأنفسنا بحماية وقتنا والدّفاع عنه ضدّ جميع أولويّاتنا.

لدينا جميعنا التّجارب التي تزعجنا... كأن ترتدين أجمل ثيابك وإذ بها تمطر! أو أن تفوتك الحافلة لأنك تأخّرت "دقيقة" عنه... أو أن تتأخّري عن العمل بسبب أزمة مروريّة... أو أن تشعري بالإنزعاج لمدى اليوم بسبب كلمة جارحة من أحدهم... كلّ هذه المتاعب اليوميّة ستتراكم في أفكارك... وما سيحدث هو أنّ عقلك سيبدأ بالإضطراب والتّعب ما سيدمّر يومك بسبب استيائك...

عليك أن تتواصلي مع ذاتك... أن تراعي مشاعرك، حزنك، فرحك، قدراتك وابداعاتك، رغباتك واحتياجاتك... وأن تبقي على تناغم مع نفسك لمواجهة الضّغوظات الحياتيّة...

إذا أردت التوّقف عن الشّعور بالإرهاق بالحياة... فإنّ الجواب في تعلّم أن تقولي "لا"... لكن، انتبهي... قولها سيأتي بشكل طبيعيّ بعد أن تفهمي أنّك أنت تأتين أوّلاً... قبل كلّ شيء آخر.

احترام الذات, الصّحّة النّفسيّة, الشعور بالذنب, الأولويات, تطوير الذات, التوقعات, الصح الفكرية, أنا أستحق, حب الذات, أنا أولا, ضغوطات الحياة, الشعور بالإستياء

  • عدد الزيارات: 2547