لصوص العمر...

الكل يمتلك منه أربعة وعشرون ساعة يومياً... وكم يأخذ منها لصوص العمر؟. إن الوقت هو المادة الخام الذي يتكون منه العمر، وهو المورد الهام والوحيد

المتساوي لجميع الأفراد، فالكل يمتلك منه أربعة وعشرون ساعة يومياً، لكن هل يستثمر الجميع تلك الـ 24 ساعة!

ربما إستخدم أحدنا من يومه ما يقرب من ثلثه أو أقل والباقي يتركه إلى لصوص العمر.

إننا أحياناً نهدر من وقتنا الكثير فيما لا ينفع...

مثل الإجتماعيات المبالغ فيها،

والثرثرة،

وعدم تنظيم الوقت...

وعدم جدولة الأولويات، والإستعداد لكل عمل...

الأمر في غاية الخطورة... والحل في غاية البساطة.

يحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة، ولكن فأسه كانت غير حادة بالقدر الكافي، مرَّ عليه رجل ولاحظ تعبه وتًعَرُقه، وصعوبة قطع الشجرة، فسأله: أليس من الأفضل أن تقوم بشحذ فأسك حتى تتمكن من قطع الشجرة بسهولة؟ أجابه الحطاب: ألا تراني مشغولا جدا، ولا وقت لدي لشحذها.

وعجباً لو أنه شحذها لوفر تعبه وتعرقه وأنجز عمله بسهولة وسرعة! 

من يقول أنه مشغول جدا لدرجة لا تمكّنه من تنظيم وقته، فهو كالحطاب الذي أهدر صحته ووقته...

إخوتي: الوقت ثمين!!

"مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" أفسس 5 :16

مـا الحل؟!.

ربما من الأفضل أن تقومي بعمل جدول يومي لمدة أسبوع...

الجدول اليومي يساعدك على تخطيط يومك ويعطيك القدرة على التحكم في كيفية قضاء يومك... سجلي قائمة بكل الأعمال التي تودين القيام بها في هذا اليوم حسب الأولوية...

إبدأي بالمهام التي لها توقيت معروف وثابت ثم إنتقلي إلى المهام التي ليس لها توقيت محدد للبدء بها ولكن عليك أن تقومي بها هذا اليوم...

طبعا نحن لا نستطيع التكهن بما سيحصل في اليوم لذا تنظيم الوقت يحتاج إلى بعض المرونة في حال حصلت بعض الأمور الطارئة...

قد تضيعي من وقتك بعض الدقائق أثناء قيامك بعمل الجدول لكن في نهاية الأسبوع قد تجدين أن تلك الدقائق أفادتك وعوضت عليك الكثير من الوقت المهدور من غير تخطيط...

أي إهدار للوقت أو عدم تقديره، يكون كمن ترك عمره للصوص... فالوقت هو حــياة... وحياتنا هنا على هذه الأرض قصيرة كما يقول الكتاب المقدس "لأنه ما هي حياتكم. إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" يعقوب 4 : 14

ليتنا نطلب حكمة من الله سبحانه كي لا نهدر وقتنا وعمرنا من غير فائدة...

للمزيد إقرأي: اللص الخفي، حياتي جوهرة