لا زال طعم الحلوى في فمي
كان صاحب المحل يراقب الطفل دوما ويبتسم في وجهه ويعطيه قطعة حلوى صغيرة فيتهلل الطفل فرحاً، ومرت الأيام وغاب الطفل ولم يعد يمر أمام المحل كالمعتاد.
إزرع جميلا ولو في غير موضعه... فلا يضيع جميلا أينما زُرع.
كان طفل يسكن في بيت متواضع مقابل محل للحلوى, وفي طريقه إلى المدرسة ذهابا وإيابا كان ينظر إلى واجهة المحل المليء بأنواع وأصناف مختلفة من الحلوى ويشتهي أن يأكل منها لكن لم يكن لديه المال لشرائها ولم يستطيع أن يشحذها أيضا، فهو ممن "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً." البقرة 273
كان صاحب المحل يراقب الطفل دوما ويبتسم في وجهه ويعطيه قطعة حلوى صغيرة فيتهلل الطفل فرحاً، ومرت الأيام وغاب الطفل ولم يعد يمر أمام المحل كالمعتاد.
فقرر صاحب المحل أن يزوره ليتفقد أحواله، وأخذ معه بعض قطع الحلوى التي كان الطفل يشتهيها بعينيه... عندما دخل البيت علم أن والد الطفل قد توفي ولم يعد بامكانه الذهاب إلى المدرسة لإكمال دراسته. تأثر الرجل الطيب بوضع هذه العائلة الصغيرة والفقيرة فقرر أن يتبنى تعليم هذا الطفل ويتحمل كل مصاريف وتكاليف دراسته...
مرت السنوات، وأصبح الطفل شاباً، وصاحب المحل أصبح رجلا كهلا، وأبناء الرجل إنشغل كل منهم بحياته الخاصة ولم يقدموا لأبيهم الرعاية والعناية بل وضعوه في دار المسنين ولم يقوموا بزيارته وتفقده إلا في نهاية كل شهر أثناء دفع فاتورة الدار... أما الشاب فكان يأتي لزيارة هذا الرجل العجوز كل أسبوع ويقدم له الحب والإهتمام...
وذات يوم سأل الرجل العجوز هذا الشاب: أنت تزورني وتقدم لي الحب والإهتمام أكثر من أولادي لماذا؟
أجاب الشاب: لأن طعم الحلوى التي كنت تقدمها لي لا يزال في فمي!!
لقد أصبح الطفل طبيبا بفضل إعالة هذا العجوز له ومساعدته عندما كان محتاجا، فلا عجب أن يرد له الجميل ويعيله وقت حاجته!!. "هلْ جزاءُ الإحسانِ إلاّ الإحسانُ"؟! الرحمن 60
ويقول السيد المسيح: "فكـلّ ما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أنتم أيضا بهم." متى 7: 12
"فإن الذي يزرعه الإنسان إيـاه يحـصد أيضا". غلاطية 6 : 7
حــقاً إن من يعمل الخير سيحصد ثماره ولن يضيع أجـره عند الله أبدا مهما طال الزمن...
"طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ" المزامير: 41: 1
- عدد الزيارات: 3517