اللص الخفي
لقد خلقنا الله احرار مُخيرين فيما نفعل واعطانا ارادة وقوة كي نغلب الشر والشيطان وليس العكس! جميعنا نخاف على أولادنا،
وحين يتأخرون خارج البيت نقلق عليهم، نحاول جاهدين أن نرافقهم أو أن نكون على علم بالمكان الذي يتواجدون فيه، ومع مَن مِن الأصدقاء، الأمر ليس تحكـّما فيهم بل إهتماما بهم وبسلامتهم، في وقت إنتشرت فيه الصور السلبية (الخلاعية) في كل مكان، وأصبح هناك لصوص للعقول والآذهان، بدءا بالتلفاز وصولا إلى المدارس والأندية.
لا نطمئن إلا حين نغلق أبواب بيتنا وجميعنا داخل المنزل. معتقدين أنهم الآن في مأمن،
ولكن هل يا ترى وجود أولادنا في المنزل يمنحهم الأمان والحماية من اللص؟!.
الحقيقة أن الطفرة التكنولوجية التي نعيشها الآن وإنتشار الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي، سهّـلت إمكانية تسلل اللص إلى داخل بيوتنا والأبواب مغلقة.
إن وسائل التواصل الإجتماعي كغيرها من الوسائل الإعلامية تتضمن السلبي والايجابي، وربما هذا يُـلزمنا ان نطوّرعملية التثقيف والتربية لأولادنا حتى نزرع فيهم جهاز إستشعار تجاه هذا الغريب الذي يغزو بيوتنا (الإنترنت).
هذا الزائر(اللص) لا تصده أبواب خشبية أو حديدية. أنه يحتاج أذهانا واعية تراه وتميز الخبيث من الحميد.
أن الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي قـد تكون رسالة تواصل بنـَّاء، أو رسالة شـر ودمار لعقول أولادنا، وعلينا نحن أن نساعدهم على إختيار الأنسب والأفضل...
لقد خلقنا الله أحراراً مُخيرين فيما نفعل وإعطانا إرادة وقوة كي نغلب الشر والشيطان وليس العكس "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي"إبراهيم22
فبضغطة بسيطة على لوحة المفاتيح نستطيع أن نتحكم في الشيطان الذي يدخل بيوتنا من خلال الإنترنت، وبضغطة نستطيع أن نفتح أبواباً من العلم والتواصل والثقافة.
فإن كان الشيطان له سلطان على الهواء من خلال قنوات هدامة، فهناك بالمقابل قنوات أخرى تعلن وتميِّزالحق الإلهي من الباطل. والشيطان يعمل في أبناء المعصية الذين إستسلموا له، كما قال الكتاب المقدس "حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" اف 2:3
لهذا وقبل أن نسلم أولادنا مفتاح البوابة الالكترونية علينا أن ندربهم على التمييز بين الخير والشر، ونغرس فيهم محبة الله وهيبته وقداسته. لأن كلمة الله تقول: "رب الولد في طريقه، فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه". أمثال 22 : 6
وربما من هنا جاء المثل "العلم في الصِـغَـرْ كالنقش في الحجـر".
- عدد الزيارات: 3343