في زمن الميلاد
هذه قصة حقيقية حدثت في زمن الميلاد، إنها إختبار طفل صغير شاهد من النافذة ما حدث مع والده.. وها هو الان يكمل الرسالة..
ها هو عيد الميلاد يقترب ولطالما كان هذا العيد رمزاً للعطاء والتواضع، ومناسبة للتعبير عن الحب وفرصة للتسامح ونبذ الخصام.
وهذه قصة حقيقية حدثت في زمن الميلاد، إنها إختبار طفل صغير شاهد من النافذة ما حدث مع والده، وهو يرويها ببساطة الأطفال لكنها تعبِّر عن الحب العملي الذي يمارسه معظم الناس في زمن الميلاد الجميل…
يقول "حدثت هذه القصة عام ١٩٣٥ عندما كنت في سن العاشرة، وحيث كنا نعيش في بروكلين / نيويورك في الطابق الأول في شقة في الشارع رقم ٤٣.
كان والدي في ذروة الإكتئاب… أيام معدودة تفصلنا عن عيد الميلاد… نظرت من شباك المطبخ لأرى والدي يجلس منحنياً حزيناً ومكتئباً والدموع تملأ عينيه…
كان ساعي البريد يقترب من المبنى الذي نسكنه، وقد رأى والدي على هذه الحال فسأله عن الأمر الخطأ الذي يحدث…
وسمعت والدي يقول له بأنه قد إستهلك جميع قسائم الطعام الخاصة به وأنَّ الإيجار قد فات موعد إستحقاقه… وقد حاول أن يعمل كعامل من خلال مكتب يؤمِّن عملاً للعمال، لكنه لم يكن يتمتع بالقوَّة الكافية للقيام بهذا العمل، وقد صعب عليه تنفيذه…
أُصبتُ بالهلع عندما سمعتُ هذا، فقد سبق لي أن رأيت صوراً في إحدى الجرائد عن أشخاصٍ تمَّ طردهم مع أمتعتهم إلى الشارع…
"ما هو المبلغ الذي تحتاجه؟" سأل ساعي البريد… أجابه أبي: "ثلاثة وثلاثين دولاراً." ومن دون أي تردد أخرج ساعي البريد خمسين دولاراً من محفظته وأعطاها لأبي…
"لا أعلم متى يمكنني أن أردَّها لك" قال أبي…
عندها وضع ساعي البريد ذراعه على كتفي والدي وقال له: "حسناً لا يهم إن رددتها لي أم لا…"
في تلك اللحظة لاحظ ساعي البريد أنني أرى ما يحدث فقال: "لن تكون الأمور هكذا إلى الأبد يا إسحق. سوف تتذكَّر أنت وإبنك هذا اليوم، وستأتي أيام في المستقبل عندما سيكون أحدهم بحاجة إلى مساعدتك. ساعدهم بقدر إستطاعتك، وأخبرهم ما حدث معك اليوم. هذا سوف يعيد لي ما أعطيتك إياه… ميلاد مجيد…"
وهكذا كان، فقد كان والدي يساعد كل من هو بحاجة إلى مساعدة بقدر إستطاعته وطوال حياته…
وأنا بدوري الآن أحاول أن أكون كريماً مع من هم بحاجة لكي أردَّ المال الذي دفعه ساعي البريد تماماً كما أراد…"
إنها روح الميلاد… العطاء والكرم والمساعدة من قلبٍ مليء بالحب…
إنَّه الحب الإلهي ألمتمثِّل بقصة الميلاد العجيبة التي جعلت رب السماء والأرض،
الذي بِه كانَ كُّل شيء وبغيِرِه لمْ يَكُنْ شيءٌ مما كان، يتنازل ويولد في مذود وضيع لكي يقدِّم الخلاص للإنسان ويوفي له كل ديونه.
المحبة, العطاء, الخلاص, الميلاد, زمن الميلاد, روح العطاء, الحب الالهي
- عدد الزيارات: 1184