التّسامح في حياتي الشّخصيّة
أين أضع الحدود في حياتي الشّخصيّة؟ التّسامح أمر بالغ الأهمّيّة للإستمرار في الحياة... فهو يتيح لنا فرصة تحمّل ظروف الحياة القاسية من خلال مساعدتنا في التّكيّف مع الوضع...
لكن قدرتنا على التّكيّف مع محيطنا هي سيف ذو حدّين...
يعاني الكثيرون من مدى معيار التّسامح لديهم... فيحتملون أكثر من الحدّ الطّبيعيّ في التّعامل... ويمتدّ هذا الإحتمال إلى وقت طريل... أذا من المهمّ أن يوجد مقياس للتّسامح - معيار داخليّ ينبؤنا بأنّ "هذا يكفي"...
مثلاً:
في الأسرة... العنف!!
في العمل... نستمرّ في عملنا بالرّغم من أنّنا لا نحبّه لأنّنا نظنّ بأنّه "مريح إلى حدّ ما"... أو لأنّ تغيير العمل يحتاج إلى مجهود إضافي... نعيش حياتنا ضمن إطار راتب معيّن لسنوات عدّة لأنّنا نخدع أنفسنا بأنّ هذا هو "أفضل ما يمكننا القيام به".
إنّه من السّهل السّقوط في فخّ القناعة... وذلك لأنّ الأمر سهل المنال، فنرضى بالأمر الواقع... حينها نتوقّف عن النّموّ في البحث عن التّحدّيات... ولا نشعر بالحاجة إلى تحفيز أنفسنا للسّعي إلى نجاحات أكبر... نمارس أسلوب حياة أدنى من مقوّماتنا، أسلوب مناسب، لا يحتاج إلى التّحدّيات أو اتّخاذ المبادرات نحو هدف ما...
التّسامح أمر بالغ الأهمّيّة للإستمرار في الحياة... فهو يتيح لنا فرصة تحمّل ظروف الحياة القاسية من خلال مساعدتنا في التّكيّف مع الوضع...
وقدرتنا على التّكيّف مع محيطنا هي سيف ذو حدّين، نعمة ولعنة في آن واحد... البعض يشعر بالأمان في رتابة الظّروف، فإذا تغيّرت... إنهاروا...
إنّما حين يصل الأمر إلى الحياة العمليّة، فإنّ التّسامح المفرط والتّكيّف المستمرّ يصبح لعنة... من المذهل كيف أنّنا نتسامح ونتعايش ونتكيّف مع الظّروف حين تتغيّر بنمط بطيء... فالتّغيير التّدرّجيّ هو العدوّ الأسوأ... يسمح لنا بالإستسلام تدريجيًّا لمستويات معيشيّة معيّنة لم نكن لنقبل بها في البداية...
لهذا... فإنّ الطّريقة الفضلى لنحدّد ما نرضى به، هو أن نلقي نظرة صادقة على حالتنا الرّاهنة... ونسأل: هل أنا في المكان الّذي أريده؟ هل تخلّيت عن أحلامي وطموحاتي؟
إنّ النّجاح هو الوعي المستمرّ لهدف ذات قيمة... وإستنادًا إلى هذا التّعريف، نسأل: أين أريد أن أكون؟؟
أمّا الوجه الدّاكن ل "عدم التّكيّف" فهو الشّعور بعدم الإكتفاء، أي أنّ الشّخص يظنّ بأنّ لا شيء جيّد "كفاية" لما يريد... وهذا بداية الطّريق إلى الإحباط وفقدان السّعادة...
لذا، فطالما نحن في الصّحّة الجيّدة والقدرة على العمل لتحقيق أهدافنا، هنالك دائمًا ما نشكر عليه... ناظرين دائمًا إلى المسافة الّتي قطعناها في المسير نحو الأمام وممتنّين لما حقّقناه إلى الآن...
الحل: أطلبي المزيد من نفسك، وأحيانًا من الآخرين... إرسمي خطّة والتزمي بوعد لنفسك بالوصول إلى الهدف عبر التّقدّم... أنظري إلى وضعك وحالتك نظرة إيجابيّة واسألي نفسك: كيف أعمل على تحسين نفسي؟
وحين تدركين بأنّك تستحقّين أكثر ممّا تنالين... في تلك اللّحظة تبدأ حياتك بالتّغيير نحو الأفضل!!
إقرأي المزيد:
النجاح, الحياة, الهدف, التسامح, الطموح, التحديات, الحياة الشخصية
- عدد الزيارات: 2142