Skip to main content

جسر التّسامح

جسر التّسامح

بمناسبة اليوم العالمي للتّسامح... أطلقت دبي على جسر المشاة الجديد إسم... جسر التّسامح

إنّ التّسامح ليس رداء نلبسه أو نخلعه... إنّه عرش في قلوبنا... يجب ألّا ينفصل عن وجودنا... بل أن يتّحد مع ذواتنا...

الجسر يربط بين نقطتين... ولولاه لكانتا منطقتين منفصلتين... تمامًا...

الجسور بين العالم تركّز على أوجه التّشابه لا على نقاط الإختلاف... وبالرّغم من إختلافات. غالبًا ما تكون هذه الإختلافات عميقة وجوهريّة بين الحضارات، الدّيانات والمجتمعات في عالمنا... فهناك في قعر العادات أو الأعراف بين الشّعوب... يوجد العديد ممّا هو مشترك في ما بينها... ألا تجمعنا الإنسانيّة كلّنا؟؟

فطالما أنّ الإنسان يتمتّع بالضّمير الإنساني والوجدان، فهو إذًا جزء من هذه الإنسانيّة الّتي تربطنا، وفقط حين يخسر الفرد هذين الشّعورين الإنسانيّن... لن يتمكّن من العيش مع الآخرين بسلام. 

تبنى جسور الإسمنت عادة من قبل الأشخاص ذوي الرّؤية والّذين يمتلكون القدرة والآليّة لبناء مشاريع ذات تصاميم رائعة وعظيمة... وهذا ينطبق أيضًا على الإنسانيّة، فيجب أن يمتلك الإنسان قدرة على التّواصل دون الإكتراث إلى عوائق، كالإعتداد بالمعرفة والعلم أو إمتلاك الثّروات... لذا... لا عذر للأشخاص الّذين يتذرّعون بأمور عديدة كي يبرّروا بقاءهم في عزلة عن التّواصل مع العالم... هم فقط أولئك الّذين يبحثون عن السّلطة والتّحكّم بالغير...

من جهة أخرى، أن نمدّ أيدينا لنتفهّم الآخرين... أمر ينبع من إحترام متبادل بيننا وبين من حولنا... دون إكتراث لفروقات في الدّيانة أو العرق أو الجنسيّة...

بناء الجسور ليس كلامًا نردّده فحسب... إنّما هو خطوة ثابتة نقوم بها... سياسة متّزنة لتفهّم والوصوال إلى الآخرين... لا يمكن للفرد أن يعبر جسرًا إذا بقي مقيّدَا بسلاسل العنصريّة مثلًا، أو إذا ما زال محجوزًا داخل إطار الدّيانة أو العرقيّة...

لذا، فالشّفافيّة والتّفهّم الواضح لرسالة الجسر يجب أن تكون جليّة وصادقة...

ليتنا جميعًا نقوم ببناء الجسور... ليس فقط في ما بين البلاد، أو اللّغات، أو الحضارات... إنّما هيّا بنا نبدأ من منازلنا وعائلاتنا... جيراننا، زملاء العمل... ليس فقط عند مواسم الأعياد أو الأفراح أو الأحزان... هيّا بي أبدأ من نفسي أوّلاً... حيثما أذهب... أبني تواصلاً مع من حولي...

لقد قالت الشّيخة لبنى بنت خالد القاسمي حكمة في "التّسامح": كلّ يوم جديد هو يوم تسامح...

كلّنا سفراء في هذه الحياة، لكن كل منا له معركته اليوميّة... ولكن أيضا كأن الكل في طائرة واحدة... وكلّنا متّجهون إلى نقطة وصول واحدة، لا فرق في اللّغة أو اللّسان أو الوطن... لن ينفذ أيّ من مخاطر الرّحلة...

إنّ التّسامح ليس رداء نلبسه أو نخلعه... إنّه عرش في قلوبنا... يجب ألّا ينفصل عن وجودنا... بل أن يتّحد مع ذواتنا...  

إقرأي المزيد:

التّسامح في المجتمع

التّسامح في حياتي الشّخصيّة

الحياة, السلام, التسامح, الرؤية, التواصُل, الإنسانية, الوجدان

  • عدد الزيارات: 1968