Skip to main content

حقيقة الشّر والظّلم...

حقيقة الشّر والظّلم...

هل نداوي الشّرّ بالشّرّ؟؟؟ لا يمكننا إنكار وجود الشّرّ والظّلم في العالم. ولا يمكننا إنكار شعورنا بهما أحيانًا في حياتنا الشّخصيّة...

مثلاً عندما أعلم بخيانة زوجي لي... أو عندما لا يقدّرني مدير الشّركة الّتي أعمل لديها... أو عندما تتكلّم عنّي جارتي بالسّوء...

ومع فائق الاحترام للأوطان المختلفة... نرى المجازر تحلّ بالبشر... والتّشرّد... بجعل المواطنين يلجأون إلى الهروب... ما يزيد عدد اللاّجئين بشكل كبير وملحوظ، فنرى الذّل والفقر والحرمان في حياتهم اليوميّة...

أين العدالة في حالات كهذه؟؟؟ وأظنّ... لو كنت أنا في موقع السّيطرة لتطبيق العدالة... لكنت جعلت المعتدين يذوقون طعم الألم والعذاب الّذي عشته، وربّما أكثر!! ألا تظنّين ذلك يا قارئتي العزيزة؟؟؟؟؟ فبمجرّد ما أكون مسيّرة بالعواطف.. سأقوم بهذا، وربّما أبالغ في التّنفيذ... فغالبًا ما نجازف بعدم تقدير الأفعال أو النّتائج أو الحلول...لذا... نفكّر... هل نحن حقًّا نريد تحقيق العدالة المتساوية بين الجميع؟؟؟

إذا بدأنا من ناحية اتّخاذ أسلوب المسامحة... نختفي نحن من الصّورة، ونفسح المجال لعدالة الله الكاملة بأخذ مجراها. وموقفنا هذا لا يعني أنّنا استسلمنا أو خضعنا للأمر الواقع أو أهملنا العدالة.... إنّما... اتّخاذ قرار المسامحة بصدق من قلوبنا يؤكّد الحقيقة بأنّ الله قادر على تحقيق العدالة كاملة دون نقصان...

لقد حملت الحقد في قلبي لفترة طويلة من الزّمن... لكنّني شعرت بالسّلام في قلبي، فقط، عندما منحت الغفران لمن أساء إليّ.

عندها.. تأكّدت أنّ الله لم يهمل قلبي المنكسر حين أوصاني بمسامحة الغير... لأنّني حين طلبت تحقيق مفهومي الشّخصيّ للعدالة، كنت مسيّرة تجاه الانتقام وجعل من أساء معاملتي يدفع الثّمن... بينما كان إلهي يعمل على إعادة بناء ما قد دمّر في داخلي...

إنّ الانتقال من الشّعور بالكره، العدائيّة، وفقدان الأمل... إلى التّعاطف، المحبّة والمسامحة... يفسح المجال في قلبي كي أحبّ الغير وأتّحد مع العالم... وذلك ابتداءً من أقرب النّاس إليّ...

أقوم بالصّواب حين أرى الأمور جيّدًا... أعيش متعاطفة عندما أنظر إلى الأمور وإلى البشر من منظار النّعمة والمحبّة...

وكم نحتاج إلى هذا في عالمنا اليوم!!! بدلاً من الانتقام والعدالة!!!

الشّرّ لا يداوى بالشّرّ!!!!

إنّها المحبّة فقط... هي العلاج الشّافي...

الظلم, المحبة, الشر, الغفران, الانتقام, المسامحة

  • عدد الزيارات: 1958