Skip to main content

الإختلاف في الحضارات

الإختلاف في الحضارات

القيام ببعض التصرفات أو الحركات عند السّفر والتّواجد في بيئة أو مجتمع مختلف قد يوقعنا في ورطة.

هل فكّرنا يومًا ببعض التصرفات الّتي نقوم بها نحن أو أشخاص آخرين من حضارات أو مجتمعات أخرى؟؟

إنّ الحضارة والمبادىء الإجتماعيّة هي أعمق من أمور نقوم بها أو عبارات نتعلّمها... وهناك عدد من العادات والإشارات الّتي تكون في بعض الأحيان مسيئة للغير... والقيام بهذه الأمور عند السّفر والتّواجد في بيئة أو مجتمع مختلف قد يوقعنا في ورطة... إليك بعض منها...

إنّ ترك البقشيش في المطاعم يعتبر أمرًا مهينًا في قارّة آسيا... إنّما القليل منه في أميركا يعتبر نوعًا من التّقطير... وذلك لأنّ الآسيويّين يتقاضون أجورًا ثابتة، على عكس الأميركيّين الّذين يعتمد أجرهم على البقشيش.

يعتبر الجلوس في المقعد الخلفي في سيّارة الأجرة في مناطق أستراليا، نيوزيلندا، سكوتلندا وهولندا أمرًا مهينًا للسّائق.

فتح الفم عند الضّحك في اليابان يعتبر قلّة تهذيب، بينما في أميركا يعتبر غير أخلاقي ويحمل الكثير من الوقاحة.

في تركيا، وضع اليد في الجيب يعتبر غرورًا وتكبّرًا، أيضًا في جنوب كوريا... بينما استعمال اليد اليسرى في بعض البلدان يعتبر مهينًا... فاستلام هديّة، الأكل، أو القيام بأيّ عمل باستعمال اليد اليسرى في إفريقيا، الهند، سريلنكا، والشّرق الأوسط يعتبر أمرًا مقزّزًا...

أمّا موضوع فتح الهديّة... فهي بحدّ ذاتها حيلة، وحالة مربكة دائمًا... هل أفتحها مباشرة؟؟ في أكثر البلدان الآسيويّة، خاصّة في الصّين والهند، فإنّ فتح الهديّة أمام من يقدّمها أمر يدلّ على الفقر وأحيانًا على الجشع...

في ما يختصّ باللّباس في الأماكن العامّة، ارتداء سروال الرّياضة، الشّبشب، ملابس مجعّدة، أو قبّعة البيسبول... في العديد من البلدان الأوروبيّة  وأيضًا في اليابان يعتبر مظهرًا غير محترم.

إظهار باطن القدمين والكاحل في المجتمعات العربيّة، الإسلاميّة، الهندوسيّة، والبوذيّة، يعتبر نوعًا من قلّة الاحترام، لأنّ أسفل القدم يعتبر المنطقة الدّون والأكثر قذارة في جسم الإنسان بما أنّها الأكثر تعرّضًا لملامسة الأرض. كما على الرّجال الحذر والانتباه عند الجلوس بتربّع في هذه المجتمعات أيضًا.

لقد صُدمَت صديقتي الكوريّة حين دخلتُ منزلها، وأنا أنتعل حذائي... لم يكن لديّ أدنى فكرة... إنّما لاحظت قلقها... فتوقّفت عند الباب... ففي معظم الدّول الآسيويّة والحضارات في منطقة البحر الكاريبي عليك أن تخلعي حذاءك قبل دخول المنزل.

أمّا في جنوب كوريا... فلا يُرى أيّ رجل عاري الصّدر... ولا حتّى على الشّاطىء...

في رواندا... لا تجرئي حتى على التّفكير بأكل موزة أو بوظة في الحافلة أو الباص...

الشّعب الأميركي ودود بشكل ملحوظ، إنّما العناق والملامسة، حتى ملامسة الذّراع، تعتبر مهينة في بلاد كالصّين، تايلندا، كوريا والشّرق الأوسط... وهكذا نرى بأنّ عدم تخطّي واحترام المساحة الشّخصيّة تختلف بين بلد وآخر.

في الصّين، يتوقّع منك أن ترفضي الهديّة ثلاث مرّات قبل قبولها!!! في الشّرق الأوسط، يجب على مقدّم الهديّة الإصرار على تقديمها... والإصرار أكثر من مرّة واحدة!!!

في الحضارات الغربيّة، إنهاء الأكل الموجود في طبقك يعتبر إشارة إلى المضيف بأنّك تلذّذت بما قدّم لك من طعام... أما في بلدان أخرى كالصّين، الفيليبّين، تايلندا، وروسيا، فهذا إشارة إلى أنّك ما زلت جائعة، وأنّ ما قدّموه لك لم يكن كافيًا...

إنّ نفخ الأنف أمر مثير للإشمئزاز في الأماكن العامّة في البلدان: الصّين، فرنسا، اليابان، المملكة العربيّة السّعوديّة وتركيا.

أما أنا شخصيًّا... أشعر بعدم الإرتياح عندما توجّه إليّ أسئلة مثل "في أيّ حقل تعملين؟"... هكذا سؤال يعتبر من رواسب الطّبقيّة... أمّا السّؤال الأعظم فهو: "كم تتقاضين من أجر؟؟!!"... أو "كم تدفعين إيجارًا لمنزلك؟؟!!"...

لا وألف لا! هذا غير مقبول بتاتًا! هذه وقاحة!

أترين كيف تختلف الحضارات والمجتمعات في أمور عديدة؟

وبالقيام بهكذا أمور، دون انتباه منّا طبعًا!، تحصل المواقف الغريبة... وسوء التّفاهم بين الأشخاص... وبالتّالي يشعر البعض بعدم الإحترام... ما علينا فعله هو... ألاّ نحكم! فقط علينا أن نتقبّل إختلاف الحضارات والقيم الإجتماعيّة... كما علينا أن نستمتع خلال وجودنا في أماكن وبلدان أجنبيّة برفقة أصدقائنا الأجانب...

ومن الأفضل دائمًا السؤال والإستفسار عن الامور ببساطة كي لا نشعر بالإحراج...

المجتمع, التقاليد, العادات, القيم, الإحترام, الحضارة

  • عدد الزيارات: 1832