Skip to main content

الهجرة إلى الله

الهجرة إلى الله

إن الهجرة ليست أمر مستحدث نلجأ إليه عندما تضيق بنا الأرض أو الحياة بل أمر حتمي، جميعنا نهاجر، لكن الهجرة من ماذا، والفرار إلى أين؟

[sexypolling id="90"]

للهجرة مفهوم أوسع من المكان وأعمق من مجرد الإنتقال الخارجي؟

إن الهجرة أمر مستحب إن لم يكن أمر تكليف من الله إذا كان بالمفهوم الأوسع والأشمل الذي ورد في (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،‏ والمهاجر من هجر ما حرم الله).

يقول القرآن (والرجز فاهجر) المدثر 5، (المعصية والإثم فاهجر)... فتغيير الحالة وتجديد القلب وهجرة الخطايا والمعاصي هو من أعظم الهجرات، وصعب أن نضيق مفهوم الهجرة على تغيير المكان.

أحيانا نقرر أن نهاجر، ليس للهروب... لكن ربما لرسم بدايات جديده، نتغير ونهجر كل ما يعوق صلاحنا، فكل مرحلة جديده من حياتنا تحتاج لآخر جيد منا.

فكل هجرة لأمر يعوق سلامنا ويقيد داخلنا، هو رمي حجر أساس لبناء جديد فينا،

 فلنهجر الخطية إلى القداسة،

ونهجر التفريط إلى الإستقامة‏،

ونهجر الكسل إلي الجد والعمل،

 فلنهاجر بقلوبنا، ونهرب بأنفسنا، من التيه ونهجر التيه في صحراء أيامنا إلى الدار الباقية والمحبة الأبدية والرغبة فيها، وذلك النوع من الهجرة هو واجب على كل منا،

 فنحن في حالة هجرة دائمة  لا تنقطع وخذ وصية إلهية ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ).

فلنهجر انكساراتنا حاملين معنا منها ليس ذكرى الألم بل فخر النصر،

مرتديين ندباتنا كوسام شرف حظينا به بعد خروجنا من حروبنا منتصرين،

ولنهجر البكاء والرثاء على ما لا يمكن تغييره و لنذهب إلى نقطة البدايه

فليس كل ماحولنا هو الذي يجب تغييره، ربما نحتاج نحن أن نتغير فنقبله، ونهجر الإحساس بالخزي من الفشل  لنصنع من كسورنا درع  للإنتصار القادم.

فلنهجر إنساننا القديم لنفسح لإنسان جديد مملوء بالحكمة والخبرة والأمل أن يحل محله... هذه هي الهجرة المقدسه التي قيل عنها.

السعادة, المحبة, التوبة , الأمل, الإنتصار, الهجرة, ففروا الى الله

  • عدد الزيارات: 1965