Skip to main content

تنشئة الأولاد (2)

تنشئة الأولاد (2)

هل صحيح أن أقول لطفلي: "التّصرف الحسن يزيد محبّتي لك"؟! فيعتمد الحبّ على شروط و سلوكيّات...؟!

في مقال سابق، تحدّثنا عن بضع السّلوكيّات الّتي قد نقوم بها كأهل، نكرّرها عدّة مرّات... ولكن، دون انتباه منّا... قد تؤثّر سلبًا على أولادنا في المستقبل... هناك أيضا امور كثيرة نستخدمها في موضوع السّلوكيّات... التي تؤثر على أطفالنا وهي تصرّفات خاطئة...

مثلًا... إذا جاء الطّفل يبكي لأنّه تعثّر برجل طاولة أو كرسيّ أو سرير... تكرار قول الأمّ "سأعاقب الطّاولة أو الكرسيّ أو السّرير لأنّه آلم رجلك"... إجابة قد تريح الطّفل إلى حين... لكن مع تكرار هذه الحال، تؤدّي هكذا إجابة إلى اقتناع الطّفل في ما بعد بإسقاط اللّوم على الآخرين... كما أنّها تعزّز في داخله فكرة أنّه "الضّحيّة" حين يواجه المشاكل في الحياة عندما يكبر...

أفضل تصرّف نقوم به في هذه الحال هو أن نتفقّد الطّفل إن تأذّى... هل يشعر بالألم؟! يمكننا أيضًا لفت انتباه الطّفل إلى أنّه حين يركض في المنزل، يجب أن ينتبه إلى الأثاث الموجود، فيتجنّب التّعثّر لئلّا يتأذّى...

مثل آخر شائع جدًّا... خاصّة في العائلات الّتي لديها أكثر من طفل واحد... ربّما يتأذّى الطّفل الأصغر.. بوجود شقيقه أو شقيقته الأكبر سنًّا... قد تقوم الأمّ بلوم الولد الأكبر بسؤالها عمّا كان يفعل عندما جرح الصّغير يده... وكيف لم ينتبه له... والأسوأ... حين تقول أنّ الأخ الأصغر يمكن أن يتأذّى بسبب عدم الإنتباه من قبل الأخ الأكبر... بسبب هذا السّلوك... مع التّكرار... يفقد الأخ الأكبر الثّقة بقدراته حين يكبر...

من الخطأ أن نلقي اللّوم على الأطفال الأكبر سنًّا... فهم ليسوا مسؤولين أن يلعبوا دورنا كأمّهات أو كآباء تجاه إخوتهم الصّغار...

أمّا بالنّسبة إلى الواجبات الّتي على الأولاد القيام بها... إن كانت واجبات مدرسيّة... أو منزليّة، مثل ترتيب غرفتهم... أو ألعابهم... في بعض الأوقات يرفضون القيام بهذه المسؤوليّات... فنقوم نحن بترغيبهم بقولنا: قم بواجبك وسأشتري لك هديّة... هذه "الرّشوة"... تكبر مع الطّفل لتبني في شخصيّته نزعة إلى وضع "المصالح" أوّلًا... فيبني في المستقبل صداقاته وعلاقاته مع الآخرين على أساس المصلحة وسياسة الرّشوة... فقد اعتاد على أنّه كلّما قام بأمر معيّن، ينال مكافأة عليها...

في حال الرّفض المتكرّر من قبل الطّفل تجاه واجباته، من الأفضل تفسير فوائد القيام بها... وهكذا نعزّز في أطفالنا الشّعور بالمسؤوليّة، ونخفّف من اللّجوء إلى التّلكّأ والهروب من الواجبات...

مثل أخير... إنّما مهمّ جدًّا... في بعض الأحيان.. نرى أفرادًا من الأسرة يقولون لطفل: عليك أن تتصرّف جيّدًا وبتهذيب، كي نحبّك!!!

أكبر خطأ نقوم به تجاه الأطفال في أسرتنا... سواء كانوا أولادنا أم أولاد أقربائنا، هو أن نضع شروطًا كي نحبّهم... فالمحبّة تجاه الأطفال يجب أن تكون غير مشروطة... ولا محدودة بتصرّف جيّد أو سلوك حسن... فأكثر ما يؤذي الأطفال هو انعدام شعورهم بمحبّة الآخرين... لأنّ استمرار هذا الشّعور يولّد عند الطّفل أفكارًا عديدة، تؤذيه بطريقة أكبر ممّا يمكننا أن نتخيّل...

أقراي عن الحبّ المشروط وتبعاته على أطفالنا في مقال آخر... يطول فيه الحديث عن هذا الموضوع...

السلوك, التصرف, الإهمال, الشعور بالذنب, التربية المنزلية, تنشئة الأولاد, التعامل مع الأولاد, النمو النفسي, علم النفس الإجتماعي, جلد الذات, العنف اللفظي, الحب المشروط, الواجبات والمسؤولية, المكافأة, المصلحة

  • عدد الزيارات: 1260