الحبّ المشروط
ماذا تعني المحبّة بنظرك؟ كيف لك أن تظهري محبّتك؟ وكيف لك أن تستقبليها؟
كثيرًا ما نتفكرُ بالحبِ بطبيعة أنّنا أشخاصٌ عاطفيون وإجتماعيون... وما أعنيهِ بالحبّ، ليس مجرد الحبّ بين الأزواج، بل الحبّ المطلق والشّامل لكلّ الفئات.
ماذا تعني المحبّة بنظرك؟ كيف لك أن تظهري محبّتك؟ وكيف لك أن تستقبليها؟
"المحبّة" هي كلمةٌ مقدّسة، تحوي العديد من المعاني، لكن أكثرنا يفهمها بطرق تعكّر قدسيّتها.
فعندما تُحبّين شخصًا، ترين نفسك تُعطين من قلبك وتضحّين وتتحمّلين من أجل هذا الشّخص، هذا حبّ رائع، ولكن... هل لديك توقّعات وآمال بنيتها مقابل هذا الحبّ؟ وهل سقطت هذه التّوقّعات وسقط معها الحبّ؟
نحن محاطون بالأشخاص الّذين يحبّوننا مقابل أن نردّ لهم هذه المحبّة بشكل أو بآخر، سواء كانوا من أفراد العائلة أم من الأصحاب أمل من أفراد المجتمع حولنا... ولكن ماذا لو لم نفعل؟ ماذا لو مررنا بظروف أعاقتنا من أن نوفيهم حقّهم؟ أتراني سأكون ناكرة للجميل؟
عندما تعطين وتنتظرين مكافأة لهذا العطاء، فإنّ هذا يسمّى "الدَّين"... دين، ويجب تسديده... و هذه طبيعة الحبّ في مجتمعاتنا، وفي طبيعة الإنسان بشكل عام... وبنظري، كلّ الأشخاص المحيطين بك لديهم هذا النّوع من الحبّ بما فيهم أنت! لأنّ مفهومنا عن الحياة هو "الأخذ والعطاء".
ماذا لو أعطينا من غير مقابل؟ أليس هذا من أسمى مراحل الحبّ والعطاء؟
المحبّة هي من أجمل النّعم في حياة الإنسان، فهي لا تتفاخر، ولا تحسد، ولا تطلب ما لنفسها، وتحتمل، وتصبر على كلّ شيء... أن تحبّي بهذه الطّريقة ليس بالأمر السّهل، إنّما يستحقّ المحاولة.
فحاولي أن تحبّي بلا مقابل، أن تقدّمي من قلبك بسرور، ألّا تنتظري أيادٍ لكي تصفق لك، وألّا تضعي التّوقّعات... فالمحبّة من الله والله محبّة.
حاولي بكلّ قوّتك أن تتحرّري من الحبّ المشروط... وأن تفسحي لنفسك المجال لأن تحبّي بلا قواعد ولا شروط وبدون انتظار المقابل... إستبدلي الحبّ المشروط الّذي يعيشه الكثيرون بالحبّ الغير مشروط، فيملأ قلبك فرحًا ويفوح عطره من حولك...
المحبة, الحب, العطاء, الفرح, الإنسان, الإهتمام, الحبّ الغير مشروط
- عدد الزيارات: 4011