أين ذهب الحبّ؟!
كيف يدوم ويزدهر مع الأيّام؟.. هل كان من الأفضل أن أتزوّج عن تكافوء فقط... دون حب؟!
أين ذهب الحبّ؟! ولماذا فتر مع الوقت؟! كيف تبدّلت الأمور ولم أعد أشعر بنفس الاشتياق والرّغبة في الحديث معه؟! هل كان من الأفضل أن أتزوّج عن تكافوء فقط... دون حب؟!
إنّه دائمًا سؤال يشغل تفكيرنا... هل الزّواج عن حبّ سيدوم وسيجعل حياتنا جنّة؟؟؟ أم أنّه مجرّد نزوة وقتيّة وشعور آنيّ سيتوارى مع الزّمن والمشاكل... كما نسمع دائمًا من بعض الزّيجات المضطربة !
إنّ الحبّ شعور جميل. وجميعنا نتمنّى استدامته للأبد... فهو النّبتة الّتي تكبر في قلوبنا، وتذيب جمود أيّامنا لتملأنا بالطّاقة.. تخلق فينا روحًا منطلقًا وسعيدًا، ولكن... إن أردنا أن يدوم هذا الحبّ للأبد بيننا وبين شريك حياتنا.. علينا أوّلًا أن نعرف معنى هذا الحبّ.. وكيف يدوم ويزدهر مع الأيّام.. وليس العكس. فما هو نوع هذا الحب ومبادئه وبذوره؟!؟!
من أهم المبادىء الّتي تساعد على دوام الحبّ هي أن نعلم أنّ الحبّ يولد من طرفين... ولو كانا مختلفين.. وليس متطابقين، فاختلاف الحبيبين يكمل بعضهما بعضًا وينمّي الحبّ ويمدّه بالقوّة...
وأمّا بذوره، فالبعض يظنّ أنّ الحبّ هو الإنبهار والإعجاب والإفتتان، ويظنّون أنّ شعورهم القويّ بالانجذاب المتبادل سوف يضمن لزواجهم أن يدوم. في الحقيقة... إنّه حتمًا.. ولا محالة سوف يأتي يوم وينتهي ذلك الإعجاب، ولن تثمر إلّا بذور الحبّ الرّاسخة، لذا علينا أن نعرف كيف نرعى بذورنا.. وما هي مبادئ الحبّ الّذي ينمو مع الوقت ولا يفتر.
ربّما علينا أن نعلم أنّ الحبّ ليس في اعتقادنا بأن من أمامنا بلا عيوب.. بل هو أن نقرّ بأنّنا جميعنا لسنا خالين من العيوب، فنقبل الضّعفات ونحاول أن نتعامل معًا على إصلاح أنفسنا.. مع إدراك الفرق بين رفض الخطأ ورفض الخاطىء.
فعلينا أن نعلن أمام أنفسنا وأمام من نحبّ بأنّنا كلّنا ضعفاء وليس أحد كاملًا، وبأنّنا نقبل الآخر كما هو.. حتى بعيوبه، ربّما نرفض السّلوك... ولكن لا نرفض الشّخص أبدًا...
فالله نفسه، أحبّنا ونحن على تلك الحالة السّاقطة.. ومنحنا فرصة للإصلاح، رفض خطأنا ولم يرفضنا نحن... ورغم اختلاف طبيعتنا عن طبيعته.. أحبّنا... وثباتنا في محبّته يكمّل كلّ نقص في طبيعتنا البشريّة.
هل شعرت يوما أنك تحب اختلاف الآخر عنك لانه يكملك!
الزواج, الحب, المشاكل, الإختلاف, الخلافات الزوجية, القبول
- عدد الزيارات: 2712