اشتقت لك يا أبي
دلالات الإحتياج لدى أولادنا... الوحدة، الحزن، عدم الرّغبة باللّعب، الخجل، التّغييرالمفاجىء بالتّصرفات، التّذمّر... وغيرها.
الأبناء هم غِرس الحياة، وقطوفُ الأمل، ونعمة تستحقّ الشّكر، وهم أيضًا مسؤوليّة، ولا تقتصر مسؤوليّتنا على توفير المال والمأكل والمشرب فقط، بل قضاء وقت ثمين معهم.
كان الأب يبذل قصارى جهده كي يوفّر لإبنه حياة رغدة، لا ينقصه شيء فيها، ولأنّ الحياة أصبحت مكلفة، اضطرّ الأب أن يقضي وقتًا طويلًا في العمل لتوفير مطالب الحياة.
وانشغلت الأمّ أيضًا ما بين عملها والأعمال المنزليّة...
وما بين انشغالات الأمّ والأب لتوفير حياة كريمة لابنهم، شعر الولد بالوحدة والفقر العاطفيّ، وفي يوم فكّر الإبن أن يكلّم والده بالأمر.
الإبن: بابا لماذا تتركنا ساعات كثيرة ولا تعود إلى المنزل إلّا متأخّرًا ومثقلًا بالهموم؟
الأب: كي أحصل على ما يكفي من المال لتوفير حياة كريمة لك.
الإبن: وكم تأخذ من المال كراتب يوميّ يا أبي؟
الأب: آخذ حوالي 50.
الإبن: إذًا أريد منك 20 دولارًا.
الأب: لماذا يا ولدي؟
الإبن: من فضلك يا أبي فأنا أحتاجها لأمر هامّ.
الأب: أخرج 20 دولارًا وأعطاهما لابنه وهو يتساءل، لماذا يحتاجها يا ترى؟
ودخل الإبن إلى غرفته وأغلق الباب، فتح الصّندوق الّذي يدّخر فيه، وأخرج كلّ ما به، وكان المبلغ حوالي 30 دولارًا، دخل الأب عليه ورآه، فتعجّب لطلبه رغم أنّه يملك النّقود!
وسأله مستاء: لماذا طلبت منّي ال 20 دولارًا بينما أنت تدّخر أكثر منها؟!
فأجاب الإبن: أردت أن أعطيك راتب يوم، فلا تذهب للعمل، وتكون معي ولا تتركني... إشتقت لك يا أبي.
ربّما هذه قصّة... ولكن يجب علينا كأهل الإنتباه إلى دلالات الإحتياج لدى أولادنا، الّتي منها الوحدة، الحزن، عدم الرّغبة باللّعب، الخجل، التّغييرالمفاجىء بالتّصرّفات، التّذمّر... وغيرها.
الحديث مع أبنائنا وإعطائهم وقتًا يبقى أهم ما نقدّمه لهم،
"هوذا البنون ميراث من عند الرب، ثمرة البطن أجرة" مزمور 127: 3
هل تشعرين بأنّك نلت الإشباع العاطفي من الأسرة؟ هنيئًا لك إن كانت إجابتك "نعم"... وإن كانت "لا"... عوّضي خسارتك بإشباع عاطفة أولادك...
الوقت, الأسرة, الأهل, أبنائنا, الإحتياج, أبي
- عدد الزيارات: 2900