Skip to main content

رحلةٌ في كتبي... نحو الماضي

رحلةٌ في كتبي... نحو الماضي

يومًا ما... ستنظرين خلفكِ... وتبتسمين... لأنّك لست مقيّدةً هناك الآن...

بينما كنتُ أتصفّحُ بعض كتبي القديمةِ، رأيتُ كمًّا من الملاحظات والعبارات مكتوبةٌ بخطّ يدي على زوايا الصّفحات... عبارات ربّما مشتّتة... لا يرتبطُ بعضُها بالآخرِ... لكنّها في لحظةٍ ما، جعلتني أعود بالذّاكرةِ إلى الماضي، وأسالُ نفسي كيف كانت حالي حين كتبتُها؟! بماذا كنتُ أفكرُ؟! ما الشّعورُ الّذي كنتُ أحسُّ به حين خطّيتُ تلك الكلمات؟!

على هذه الصّفحةِ كتبتُ: أسامح لكي أرتاح... ربّما كنت أمرُّ بتجربةِ غدرٍ أو ما شابه... والآن فعلًا لا أذكرُ ما حصلَ... لأنّني فعلًا سامحت... والآن أشعر براحةٍ إذ لا أحملُ الحقدَ في داخلي...

هناك كتبت: أتناسى لأبتسم... ربّما حينها "تناسيت"... إنّما الآن "نسيت"... وها هي ابتسامتي تعود وأنا أقرأ هذا السّطر تحديدًا... نجحت بعد مرور الوقت في استعادة ابتسامتي... ونسيت الأمرَ الّذي محاها عن شفتيّ...

...أصمت لأنّني مللت الجدال! فعلًا لقد استنزفت الجدالات طاقتي... ووجدت في الصّمتِ ملاذًا يسكّنُ غضبي... وملجأً يهدّأُ قلقي...

صفحة أخرى، كتبت عليها: أتجاهل، لأنّ الأمرَ لا يستحقّ... آه كم من الوقتِ مرَّ وأنا أدرّبُ نفسي على هذا التّجاهلِ الّذي يجنّبني طاقةً سلبيّة... ويساعدُني في الإبقاءِ على التّركيز في دربِ الهدفِ الّذي رسمتُه لنفسي... بالرّغمِ من كلّ الإستفزاز الّذي تعرّضتُ له، كان تجاهلُ الأمورِ الثّانويّةِ أمرًا مجديًا... وفّرت وقت الجدال... وجنّبت نفسي خوضَ مواقفَ تضيعُ الوقتَ وتأتي بجهدٍ يستنفذُ قوايَ العقليّةَ والنّفسيّة...

على آخرِ صفحات الكتابِ قرأت... أصبرُ لأنّ ثقتي بالله ليس لها حدود...

وها أنا اليومَ، أنظر إلى الماضي بابتسامةٍ... ونفسٍ ممتلئةً راحةً... محبّةً واكتفاء...

لأنّ النّفسَ الطّبيةِ لا يملكها إلّا من كانت روحُه طبيّةً... والسّيرة الحسنة، هي من أجملِ ما يتركُه الإنسانُ في قلوبِ الآخرين...

المحبة, الراحة, الإبتسامة, الماضي, المسامحة, الإكتفاء, النّسيان, التجاهل, النفس الطيبة, السيرة الحسنة

  • عدد الزيارات: 1826