Skip to main content

بماذا أغذّي فكري

بماذا أغذّي فكري

كثيرة هي الأفكار الّتي نسمعها... ذلك أنّ مصادر "الكلمات" تتعدّد، انتبهي لما تغذّين فكرك به... لا تخافي من البحث والسّؤال...

الإنسان الآليّ... يمثّل السّرعة المطلقة والذّكاء... ربّما لديه دماغ، لكنّه يخلو من أمر هامّ: العقل... الفكر... وهذا ما يفسّر قصور قيود وتحديدات هذا الإنسان...

الدّماغ = المعلومات... لكنّ العقل = التّفكير... التّفكير يشمل الوعي... الإحساس... العقلانيّة... والإرادة... في الحقيقة لا يوجد حدّ لما يمكن لعقولنا أن تستوعب وتنفّذ...

لذا فتفكيرنا هو الأساس الّذي ترتكز عليه مبادئنا... أخلاقيّاتنا... معتقداتنا... قيمنا... اهتماماتنا... وقراراتنا... تفكيرنا هو الجوهر والصّميم حيث يحيا خيالنا... أفكارنا... رؤيتنا... أمانينا وأحلامنا... النّتيجة في ما نحن عليه اليوم هي المحصول لعمل تفكيرنا... لذا يمكننا الإستنتاج بأنّ نوعيّة تفكيرنا هي من يحدّد مدى ما نستطيع تحقيقه في الحياة...

الخبر الجميل هو: ليس باستطاعتنا فقط أن نستخدم قدرتنا الفكريّة... بل إنّنا نقدر على التّحكّم بها والسّيطرة عليها أيضًا... فنحن أسياد تفكيرنا... نلعب دور المشرف في التّأثير على ما يدخل فكرنا، وعلى ما يخرج منه أيضًا... ولهذه المهمّة لا نحتاج إلى شهادة في علم النّفس... ولا نحتاج خبراء فيه أيضًا... فالعظماء والمفكّرون منذ القدم استطاعوا أن يدركوا قدرة العقل والفكر... وفي هذا حقّقوا إنجازات عديدة... وأحدثوا فرقًا في أمور مختلفة...

هناك نظريّة تقول: نحصل على ما نقدّم... أو ما نقدّمه هو تمامًا ما سنحصل عليه... إذًا طبّقنا هذه النّظريّة، نرى أنّها أيضًا تجري على التّفكير... ما نقدّمه لفكرنا، هو ما ستقدّمه لنا أفكارنا... لذا، نطرح السّؤال: كيف نقدّم لفكرنا؟!

هذا الأمر تمامًا كما المقارنة بين الجسد والفكر... نقدّم لأجسادنا ما تحتاجه من طعام بهدف تزويدها بالطّاقة كي تتمكّن من الإنتاج وتأدية الواجبات... وينطبق الأمر نفسه على الفكر، وطعامه الأساسيّ هو "الكلمة"... ما نسمعه (ويشمل الأحاديث والموسيقى..)، إضافة إلى ما نقرأه في الكتب وغيرها وما نشاهده من الصور والتّعابير المرسومة، القصص والعبارات الّتي تمرّ في خيالنا، وأيضًا ما نفتكر به بسبب الإختبارات الّتي نمرّ بها في الحياة...

ما يكتسبه فكرنا من "الكلمة" هو عمليّة متواصلة دائمة... يستلمها فكرنا على مرّ الدّقائق... لذا، كيف يمكننا أن ندرك ماهيّة هذه المعلومات الّتي يرتشفها فكرنا؟! وكيف لنا أن ندرك محتواه بالكامل؟! كيف لنا أن ندرك ما نكتسبه إن من أهلنا وعائلاتنا، خاصّة عندما كنّا في سنّ الطّفولة في المدرسة مثلًا؟! وكيف لنا أن نجزم بأنّ هذا الفكر الّذي لدينا قد تمّت تغذيته بما هو صحّيّ ومفيد؟! ذلك أنّ مصادر "الكلمات" تتعدّد، من حديث مع الأهل والعائلة... إلى الأصدقاء... إلى المحيط الّذي نعيش فيه... إلى الموسيقى الّتي نستمع إليها... إلى الكتب الّتي نقرأها... إلى ما نشاهده على التّلفاز وعلى وسائل التّواصل الإجتماعي...

والجواب طبعًا يأتي من خلال الأفكار الّتي لدينا ومن خلال المشاعر الّتي نملكها... عندما نصغي إلى كلمات سلبيّة باستمرار، فإنّ أفكارنا تتلوّث تلقائيًّا... وهكذا نبثّ طاقة سلبيّة من حولنا... والعكس صحيح مع الكلمات الإيجابيّة...

وبالرّغم من أنّنا نجد أنفسنا أحيانًا مضطرّين إلى خوض مواقف سلبيّة أحيانًا... وأحيانًا أخرى نجد العبارات السّلبية تقتحم سبيلها في الدّخول إلى فكرنا، إلّا أنّه علينا من أجل المحافظة على الإيجابيّة، أن نعي جيّدًا في تغذية فكرنا بما يناسب الإيجابيّة على الدّوام...

أكثر ما يؤثّر على أفكارنا هو التّفاعل مع العائلة والأصدقاء... لذا من المهمّ جدًّا أن نحيط أنفسنا دائمًا بأشخاص يعزّزون في داخلنا الشّعور بالقيمة الشّخصيّة... انظري إلى الأشخاص المتشائمين... أو المصابين بالإحباط... لديهم العديد من الأمور المتشابهة، منهم من يتعرّض للإساءة من عائلاتهم... ومنهم من يتأثّرون بمحيط أصدقاء سيّء...

إنّ تأثير المطالعة والموسيقى أيضًا هامّ جدًّا... انتبهي لما تغذّين فكرك به... لا تخافي من البحث والسّؤال... إنّما انتبهي إلى المصدر الّذي تعتمدينه... كما تتبعين حمية متوازنة صحّيّة... اتبعي أيضًا، حمية فكريّة متوازنة وصحّيّة...

الموسيقى, المطالعة, الوعي, الإرادة, الأفكار, الإحساس, الإدراك, الإيجابية, تغذية الفكر, الحمية المتوازنة, غذاء الأفكار, اكتساب الأفكار, العقلانية, الدماغ العقل الفكر, القدرة الفكرية

  • عدد الزيارات: 1506