التّغيير... أعظم جزء في رحلة الحياة
لا يمكنُ للجميع أن يفهموا رغبتَكِ بالتّغيير... لا بأسَ بهذا... فحياتُكِ ليسَت رحلتَهم ليفهموا حاجاتِها... "فلا تغييرَ يحدثُ إلّا حين ألمَ البقاء في نفسِ المكانِ يفوقُ ألم خوضِ معركةِ التّغيير..." آرثر بيرت
هل تخيّلْتِ يومًا طبيعةَ الحوارِ بين الفراشةِ والدّودة عن بناء الشّرنقة؟!
كيفَ تفسّرين إلى أصدقائِك الآخرين هذا الشّعورَ بالحاجةِ إلى تغليفِ نفسَكِ بالكاملِ حتّى تسعين نحو التّغيير؟! فالعصافيرُ لن تستطيعَ إدراكَ هذه الحاجة فيك إلى التّغيير... والنّحلُ لن يفهمَ ما تفعلين... ولا أيّ نوعٍ آخرَ من الحشراتِ أو الحيواناتِ يدخلُ هذه العمليّةَ مثلُكِ للحصول على التّغيير...
الأرجَحَ أن يكونَ الحوارُ على الشّكلِ التّالي...
السؤال: لماذا تغلفين نفسك؟
ألجواب: يتحتّمُ عليَّ فعلُ هذا... فلا سبيلَ آخرَ كي أتغيّرَ كلّيًّا وأتبدّلَ... من الضّروريّ جدَّا خوضَ هذه المعركة للتّغيير... لذا عليّ أن أتخلّى عن كوني دودةً عندما لا ينفعُني هذا الأمر...
السؤال : لكن... لن تعودي قادرةً على تسلّق أوراقِ الأشجارِ والأغصان...
ألجواب : لكن لن تفهموا ما تتوق له نفسي... فأنا أتوق إلى الطّيران... (مع انك لا يمكنُكِ أن تتحدّثي عن الطّيرانِ لأنّكِ لا تعرفين شيئًا عنه الآن... لا تدريكن معناه... لكنّك في قرارةِ نفسك تريدين الطّيران لأنّكِ وُلِدْتِ لهذا الهدف...)
أظنّ أنّ هذا التّغييرَ لن يأتيَ بكثيرٍ من الألمِ... وأظنّ أيضًا أنّ هذا الشّعورَ الغريبَ هو مجرّدَ خوفٍ... هل هو شبيه بركوب قطارِ الملاهي؟! حين نقتربُ منَ القمّةِ... ثمّ نهبطُ فجأةً... أليسَ هو هكذا؟!
ماذا لو أنّه... هذا الخوف... هو بالحقيقةِ شعورٌ بالترقّبِ؟! أدركُ أنّني أحبُّ الشّعورَ عند ركوبِ هذا القطار... الصّراخ... الضّحك... الحماس... لكن، ليس الجميعُ يحبُّه...
ماذا لو أنّه شعورٌ بالخوفِ من التّغييرِ الّذي سيحدُث... ولهذا السّبب فإنّنا نبدّل تعريفَنا للخوف ونسمّيه ترقّبًا؟! نحملُ هذا الشّعور في داخلِنا عند دخولنا الشّرنقة... ونترقّبُ الوقت حين نستطيعُ فردَ جناحينا، ونشعرَ بالرّيح تحتهما...
إذا فكّرنا هكذا... فخوضُ معركةِ التّغيير تصبحُ حماسًا بحدّ ذاتها... هي رحلةٌ يجبُ أن نتوقَ إليها... ونستمتعُ بكلّ لحظةٍ فيها...
أتبدو الرّحلةَ ممتعةً لك الآن؟!... أتودّين استكشافَ هذا الأمرَ بتفاصيلِه؟! إذًا تابعي رحلة الإنتقالِ من مرحلةٍ إلى أخرى... وحقّقي التّغييرَ... تحلّي بالشّجاعةِ والإقدام... بالتّصميم والإرادة... كي تحقّقي ما وُجِدْتِ لأجله...
الخوف, الشجاعة, التصميم, الإرادة, الألم, التغيير, الإقدام, الترقب, رحلة التغيير
- عدد الزيارات: 1938