القلب المكسور
لكن... كفى!! عليّ العودة إلى ما كنت عليه سابقًا
يوجد أنواع من الحزن لا يمكن أن يعبّر عنها... كمكالمة يخبرونني أنّ أحد أحبّائي يحمل مرضًا خبيثًا... أو أنّ إحدى قريباتي قد فقدت طفلها... مررت بعلاقة فاشلة أو سمعت كلمات جارحة... هل أعيش زواجًا فاشلاً؟؟... أغرق في دوّامة الإحباط... أفشل في تحقيق أهدافي... أعلّق آمالًا على نهايات بائسة... أتمنّى أن يكون لديّ أطفال ولا أستطيع الإنجاب... لديّ خطيئة مشينة تخجلني... لا أشعر بمحبّة الّذين حولي...
هذا الألم عميق وشخصيّ، العزلة، القيود، الفشل، الإنكسار والهزيمة... لا أحد يمكنه مشاركتي الشّعور، ولن يقدر أحد على إدراك مخابىء قلبي... كما جاء في سفر الأمثال 14: 10 – القلب يعرف مرارة نفسه.
إنّه فقط الرّبّ... الّذي هو طبيب الجميع، يمكنه أن يشفي بالتّمام منكسري القلوب، ولم تفشل أبدًا يومًا قدرته على الشّفاء...
قارئتي العزيزة، هل لديك صديقة تعاني من حزن عميق، ولم تخبرك؟؟؟ وعندما أدركت ألمها، أظنّ أنّك شعرت بالأسف حينها، على الأقل لسببين: الأوّل لأنّها تشعر بهذا الحزن، والثّاني لأنّك أحسست بأنّك لست أهلاً لثقة كاملة كي تشاركك همًّا كهذا كان يثقل كاهلها... ووددت لو كنت تقدرين على تخفيف آلامها.
فكّري لو كنت مكانها وكانت هي من منحك العون والدّعم... هل كنت لترفضي المساعدة؟؟؟ بالطّبع كلاّ...
لذا... لا تستهيني بأيدٍ ممدودةٍ كي تحمل معك ثقل الأيام والهموم... لن تقدري على حمل وطأتها بمفردك... بالطّبع ثقل الأحزان يكون محبطًا، فتحملين الجزء الأكبر منه أنت، إنّما القليل من التّشجيع والدّعم من أحبّائك والأشخاص الّذين تثقين بهم سيخفّف بشكل ملحوظ الحمل على كاهلك...
وبالحقّ أنا أعلم أنّ حملك ثقيل... وثقيل جدًّا، فكثير من الأيّام كانت أحزانك كأحزان الكثيرين... وكأحزاني أيضًا... أضيفي إليها المتاعب والهموم والمسؤوليّات والأوجاع...
إنّما... الله أقوى، وقدرتّه عظيمة على مساعدتك... كما ساعدني وساعد كلّ من أتت بحملها وألقته عند قدميه... وعبادتك له تركّز إدراكك لعظمته، فتدعين حملك في يديه الكريمتين – وتكتنفك رحمته تحت ملكه العظيم... ملك الأب المنتصر...
تذكّري أنّ الله الّذي في كفّ يديه حياتك قادر على قيادتك في موكب الانتصار... كما جاء في سفر التّثنية 31: 6 - تشدّدوا وتشجّعوا. لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لأنّ الرّبّ إلهك سائر معك. لا يهملك ولا يتركك.
دعي الإحساس بالحمد من القلب يذكّرك بحبّه الكبير وملكه المطلق، وهذه ستمنح الشّفاء لقلبك المكسور...
الله, الحزن, الغفران, الإهتمام, الشفاء, الإنكسار
- عدد الزيارات: 2083