دَين الزّمن
لقد أطلقت على هذا اليوم عنوان: "الإستمتاع بمحبّة الأفراد من حولي". ليس للوقت دين عليّ من اليوم وصاعدًا. فأنا أستفيد منه بأفضل طريقة فلا يضيع، بل أستخدمه لصالحي لحياة أفضل.
نحن نعيش... والأيّام تمرّ... 24/7 مشغولين... إنّما ننسى أنّنا لدينا مسؤوليّة "الوقت"، تسمّى "دَين الزّمن".
فبدون إنتباهنا نثقل أنفسنا بالإلتزامات في الحياة ونقوم بأعمال متعدّدة يوميًّا تستهلك القسم الأكبر من الوقت لننجزها... فنكمل أيّامنا برتابة، وتصبح الأولويّة فيها إتمام الواجبات الّتي لا يمكننا التّخلّي عنها أو إهمالها... فننهمك بتوزيع الوقت للمهمّات... ونصير في انشغال دائم.... ونعتقد أنّنا نقوم بالصّواب، إذ بدون هذه الأعمال لن نقدر أن نؤمّن حياة كريمة ولن نستطيع تحقيق ذواتنا إلاّ من خلالها.
وننغمس في الأعمال ومشاغل الحياة وهمومها تدريجيًّا، فتبعد المسافة أكثر بيننا وبين الله وبين أحبّائنا يومًا بعد يوم. ومع مرور الأيّام نجد أنفسنا بغير متّسعٍ من الوقت لعلاقاتنا بعائلاتنا وأصدقائنا، ونبتعد عن الله. وأحيانًا كثيرة نلتفت فنرى أنّنا نتقدّم في السّن دون أن نستمتع بوجود أحبّائنا وأصدقائنا بجانبنا. وأحيانًا، وللأسف، نخسر أحبّة في رحلتنا قبل أن تتاح لنا الفرصة في التّعبير عن محبّتنا وتقديرنا لهم، أو حتّى دون أن نشكر الله من أجل وجودهم في حيانتا.
النّتيجة؟؟!!
نضع أنفسنا في ضغط لا متناهٍ، نشعر بالإرهاق وقد إستنفذنا قوانا الجسديّة والعقليّة والنّفسيّة تمامًا وكأنّنا قد دهسنا بشاحنة. فإذا كنّا الآن جاهزين لبدء المحاولة في أخذ يوم عطلة للإستراحة، هذه نصيحة ثمينة يمكننا البدء فيها:
نختار يومًا على روزنامتنا، ونختاره وفقًا لبرنامج عملنا. في هذا اليوم لا نفكّر في العمل ولا في انشغالات الحياة.
في هذا اليوم، أنا أخرج وأمضي أوقاتًا ممتعة مع الأصدقاء وأفراد العائلة. ومن المؤكّد أنّ هكذا اليوم يشعرني بالفرح ويملأني قوّة للإستمرار في الأسبوع اللاّحق حتّى موعده التّالي. وما لاحظته هو أنّ هذه الأوقات الّتي أمضيها مع عائلتي والأشخاص المحبّبين إلى قلبي يزوّدني بطاقة إيجابيّة تنبع من داخلي وتفرض وجودها على تصرّفي في أوقات الضّغط في العمل أو الانشغالات، فأجد نفسي أتعامل مع انشغالات الأيّام بتفاؤل أكبر وتشنّج أقلّ... حتّى أنّ هذه الطاقة تساعدني على تحسين نوعيّة الإنتاج في عملي، فأنجزه بوقت أقلّ وأخطاء أقلّ... كما أنها تساعدني على تنظيم الوقت خلال النّهار فلا أعود أشعر بالإرهاق في نهاية اليوم.
وكلّما وضعت رأسي على وسادتي في المساء، أشكر الله من أجل يومٍ جميل مرّ في حياتي.
لقد أطلقت على هذا اليوم عنوان: "الإستمتاع بمحبّة الأفراد من حولي". ليس للوقت دين عليّ من اليوم وصاعدًا. فأنا أستفيد منه بأفضل طريقة فلا يضيع، بل أستخدمه لصالحي لحياة أفضل.
المحبة, الحياة, الشكر, الوقت, العائلة, اليوم, الأقارب , الأصدقاء
- عدد الزيارات: 2340