Skip to main content

أخبريني كيف تغضبين... أخبركِ من أنتِ

أخبريني كيف تغضبين... أخبركِ من أنتِ

هل حَدَثَ وسمِعْتِ من آخرين بأنَّ لديكِ "مزاجاً غَضوباً"؟ إذن هذا يعكس شخصيتكِ...

الغضب شعورٌ طبيعيٌ يختبره الجميع، ويحدُثُ غالباً عندما نواجه الخيبة والإحباط، الأوضاع المعيشية الصعبة، والظروف القاهرة، الفشل والمرض، الخداع والخيانة إلخ...

لكنَّ الغضب يكشف خبايا شخصيتنا... فنحن عندما نغضب يسقط القناع وتظهر أمورٌ غير مُسْتَحَبَّة، نحاول إخفاءها في الأوقات الطبيعيَّة. "الجاهلُ يُظهِرُ كُلَّ غيظِهِ والحكيمُ يُسَكِّنَهُ أخيراً".

ولا يترك الغضب آثاره على الأشخاص المحيطين بنا فقط، بل إنه يتركها على أجسادنا أيضاً ويجعلنا نعاني من إرتفاعٍ في ضغط الدم، أو آلامٍ في المعدة وتشنُّجٍ في العضلات إلخ...

عندما نغضب نفقد السيطرة!!

لا نسمع... لا نرى... تعلو نبرة الصوت... وننفجر كالبركان... ننفعل ونتفوَّه بكلماتٍ لا تليق... وقد يصل الأمر إلى إستعمال السلاح الأبيض!!... وكثيراً ما نندم على تصرفنا هذا عندما نهدأ، ولكن بعد فوات الأوان. يقول الكتاب المقدَّس عن هذا الموضوع:

"إغْضبوا ولا تُخطِئوا. لا تَغْرُبِ الشَمْسُ على غيظِكُمْ. ولا تُعْطوا إبليسَ مكاناً"... مايعني أنَّ إبليس له مكاناً في غَمْرَةِ الغضب هذه، وهو الذي يقودنا إلى الخطأ. 

وعندما نستشيط غضباً ونُفَجِّرُ غيظنا، فإننا نزيد الأمر سوءاً لأننا سنفقد إحترام الأشخاص المحيطين بنا بالدرجة الأولى، ونسبِّب الإزعاج والإضطراب لهم، مما يدفعهم للإبتعاد عنا.

ويقول الكتاب المقدَّس أيضا: "ألرَّجُلُ الغضوب يُهَيِّجُ الخصام، والرَّجُلُ السخوطُ كثيرُ المعاصي".

وربما ننفرد بذواتنا، وننعتُ أنفسنا بكلامٍ لاذع: "يا لحماقتي... لماذا تصرفْتُ هكذا... عليَّ أن أضبط نفسي..."

إنَّ الشعور بالندم على ما بَدَرَ منا هو أمرٌ إيجابي يجعلنا نفكِّر بتحسين الوضع وإصلاحه. لكن الأهم من ذلك هو التفكير بكيفية العمل على ذواتنا، وتدريب أنفسنا على الهدوء في محاولةٍ للسيطرة على أعصابنا.

أما الخطوة العمليَّة الأولى في هذا الموضوع فهي في إتخاذ القرار: 

"يجب أن أتخلَّص من غضبي هذا... عليَّ أن أسيطرَ على أعصابي..."

إنَّ إتخاذ قرارٍ كهذا أمرٌ جيِّد جداً، لا لأننا نريد السعادة لأنفسنا فقط، بل من أجل أن نكون في سلام مع من هم حولنا... إن كان العائلة أو الأصدقاء، أو الزملاء في العمل... يجب أن نكون في سلام مع الجميع!!

هذا وإنَّ تطبيق هذا القرار يحتاج إلى تدريب ذاتي، وهذا التدريب يساعدنا في التحكُّم بمزاجنا والسيطرة على أعصابنا كي لا ينفلت منّا زمام الأمر... يقول الكتاب المقدَّس عن هذا الموضوع أيضاً:

"بطيءُ الغَضَبِ يُسَكِّنُ الخِصام"...

"بطيءُ الغَضَبِ كثيرُ الفهمِ".

ويقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال:

"البطيءُ الغضب خَيْرٌ من الجبّار، ومالكُ روحهِ خَيْرٌ ممَّن يأخذُ مدينة".

ويشجعنا الكتاب المقدَّس على التصرف بحكمةٍ وضبط النفس عند إشتعال الغضب فيقول:

"إن تآمَرْتَ فضعْ يدكَ على فمِكَ. لأنَّ عصْرَ اللِّبْنِ يُخْرِجُ جنباً وعصْرَ الأنفِ يُخْرِجُ دماً وعصْرَ الغَضَبِ يُخرِجُ خصاماً".

السلام, الغضب, السيطرة, الشعور, الألم, الظروف, الإحباط, الخيبة

  • عدد الزيارات: 2883