فقاعة صابون
إن الدنيا ما أشبهها بفقاعة من الصابون، تحمل فيها ألوان الطيف أجمعها، ولها بريق أخاذ، ولكننا لا نستطيع الإمساك بها...
كل من مضوا قبلنا ونقرأ عنهم الآن، كانوا يوما يسيرون ولا يعلمون إنهم يكتبون بكل يوم تاريخهم، التاريخ الذي يبقى بعدهم، والذي عمره أطول من أعمارهم.
ونحن أيضا الآن... كل يوم يمر علينا نكتب سطراً في تاريخنا، ونترك فيه أثرنا، وعسى أن ندرك هذا الآن، فنترك أثرا طيبا. إن معرفتنا الآن أن كل ما يحدث في حياتنا يُسجل كأثر لنا يجعلنا نفكر كيف نترك اثرا صالحا.
إن هناك كتابين الآن نكتبهم
أحدهما كتاب تاريخنا... وعنوانه بصمة يتركها كل منا في حياته.
والاخر كتاب مستقبلنا... وهذا الكتاب عنوانه الإيمان.
الإيمان بحكمة الله فنسلم لقضاءه.
الإيمان بعدل الله فنتجنب غضبه.
الإيمان بحب الله فنطمع في مغفرته.
الإيمان الذي يجعل قلوبنا لا تهدأ إلا بالسلوك الذي يرضيه، فإن لكل شجرة ثمار تعرف بها، وشجرة الإيمان لا تثمر إلا ثمار تليق بها، شهادة حب وطاعة لله، بذور الحب لا تطرح إلا حب. "لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ"1يو 18:3
وكما قال الشافعي
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ
إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ
المحبة, السلوك, الحياة, الحب, الإيمان, الدنيا, الذكرى, السجل
- عدد الزيارات: 3488