Skip to main content

هل يعجز التواضع؟

لماذا نحن نميل للدفاع ضدّ التواضع؟ نحن عرضةً لأن نفكِّر بأنفسنا كثيراً ونعجب بها... بأننا يجب أن نكون محبوبون من الآخرين أيضا...

وأمورٍ كثيرة تتعلّٓق بنا يجب علينا أن نحبَّها ونُعْجَب بها... وفي أحيانٍ كثيرة نحبُّ أنفسنا حتى العبادة!! ولهذا السبب، أضع نفسي دائماً في الطليعة. كما أني أعلم جيِّداً كيف أهتَّم بنفسي، أليسَ هذا صحيحاً؟ وهذا هو السبب في عدم محبتنا للتواضع...

ربَّما تعلَّمنا أنَّه "لا يجب عليَّ أن أضع ذاتي في المقدِّمة". وعلينا أن نعتبر الآخرين أفضل من ذواتنا...

الآخرين؟ أي آخرين؟

جميع الآخرين. 

وأيَّة صفاتٍ يتميَّز بها هؤلاء "الآخرين" والتي لأجلها لا بدّ لي من أن أعتبرهم أفضل مني؟

والجواب هو "لا شيء". لا توجد هناك أية صفات مؤهِّلة ومُحَدَّدة للآخرين... وهذا يعني أنه ربَّما من بين هؤلاء الذين يجب إن تعتبريهم أفضل منكِ، أشخاصاً لهم مؤهِّلات أقلّ شأناً من المؤهلات التي لديكِ!

أو ربما أشخاصاً لا تحبينهم، أو مزعجين!!

أطفالكِ الغاضبين!!

 أهلكِ المُغتاظين!!

أو ربما زوجك لا سيَّما إن كان لديه شيءٌ من الأنانيّٓة،

أو والدتكِ المسيطِرَة!!

هذا جزءٌ من مجموعة مبادىء...

إنَّ إعتناق التواضع هو جزءٌ من مجموعة مبادىء، وهذه المبادىء هي جيِّدة ومفيدة بالنسبة لنا، ومن أجل خير جميع البشر... لكننا لا نحبها... إنَّها تتطلّٓبُ قوَّة خاصّة من لَدُن الله...

وإن أردنا أن نصنع تأثيراً جيِّداً في حياتنا يؤثِّر "على الآخرين" وعلى المجتمع عامَّةً، علينا أن نبدأ بالتواضع...

علينا أن نعيشه أولا... ونعلِّمه... ونساعد الآخرين على فهمه...

إنَّ التواضع هو أحد الأعمال الصعبة التي علينا تطبيقها من أجل خير ومصلحة الجيل المقبل، والذي نُعَوِّلُ عليه في صنع السلام، ونشر المحبَّة في العالم أجمع. 

المحبة, التواضع, أطفال, السبب

  • عدد الزيارات: 2410