أصحابُ القلبِ الطّيّبِ
حافظي على طيبتك... لا تدعي العالمَ يحوّلُك إلى قاسية... حافظي على رقّتِك... لا تدعي العالمَ يحوّلُك إلى شخصٍ صعب...
حافظي على لطفِك... لا تدعي حقيقةَ العالمِ تسرقُ منك جمالَ روحِك وتحوّلُ قلبَكِ إلى جماد... امتلكي قلبًا طيّبًا وبشرة متينة...
أصحاب القلب الصّلب... عندما يمتلكون قلبًا لا يتأثّر بالمحيط الخارجيّ... يرفضون دخول الآخرين بسهولة إلى حياتهم... لا يتعاطفون بشكل أعمى... إنّهم أولئك الّذين يحدّدون مسافة بينهم وبين الآخرين... يبنون جدارًا حول أنفسهم ليحتموا به من تأثيرات الخارج...
أصحاب البشرة المتينة... هم أولئك الّذين لا يتأثّرون بأيّ ظرفٍ كان، بل يحتملون الكثير عاطفيًّا وفكريًّا... لا يعانون مشكلة في التّحسّس من أيّ موقف يكونون فيه... لا يخافون من أيّ خطوة جديدة... هم أولئك الّذين يستمدّون قوّتهم وكرامتهم من محبّة الله لهم... فعند هجوم الآخرين عليهم، لا تهتزّ حياتهم... لأنّهم ينعمون بسلام عميق وطمأنينة داخليّة... هم أيضًا قادرون على المسامحة لمن يسيء إليهم... والسّيّد المسيح هو أفضل مثال على هذا...
أصحاب القلب الطّيّب... هو ليس صدَفَةً يختبىءُ في داخِلِها الشّخص... أو مانعٌ يخبرُ الآخرين بأن يبقوا بعيدًا... بل إنّ البشرة المتينة الّتي تأتي من روح ناضجة تغلّف هذا القلبَ الرّقيق... القلب الّذي لا يخاف الألم... أصحاب القلب الطّيّب هم الأشخاص الّذين يمكن أن تلجإي إليهم وتشكي حزنك... وأيضًا هنا، نجد المثال الأعظم، السّيّد المسيح، في محبّته وحنانه لكلّ من يأتي إليه...
أصحابُ القلب الطّيّب هم من أشجع الأشخاص... لأنّهم يختارون أن يسامحوا... ومن خلال هذه المسامحة يبنون السّلام الدّاخليّ فيهم... وبدوره هذه السّلام يشكّل أساسًا متينًا ليحصلوا على المرونة... لا شكّ في أنّهم فشلوا في مرّات عديدة سابقًا... تُرِكوا جانبًا مرارًا... أُهمِلوا من الغير... وفي أحيانٍ كثيرة شعروا بأنّ العالم أدارَ لهم ظهره... من الأكيد أنّهم حزنوا كثيرًا... لكن ما يجب علينا معرفته هو أنّهم ليسوا بضعيفي القلب أبدًا... هم يتحلّون بالشّجاعة... وعدم الإستسلام... يكافحون للوصول إلى الفرح.. هو قلبهم الطّيّب ما يميّزهم باللّيونة والمطواعيّة.. فلا ينكسرون... بالرّغم أنّ رقّتهم تُطيل المدّة للشّفاء من الألم...
من مميّزاتهم أيضًا أنّهم:
ينشرون اللّطف حولهم... يزرعون السّلام... ويبثّون أشعّة الفرح... لا يتوقّفون عن الإبتسام... يحاولون رؤية الأمور من منظار الآخرين فيفهمون مشاكلهم...
لا يطول غضبهم... يبتعدون عن السّجالات والمشادّات الكلاميّة... يتواصلون بشكل سليم في حوارات بنّاءة دون تطفّل على الآخرين...
يفرحون لفرح من حولهم... لا يحسدون الآخرين على نجاحهم... لا يتأفّفون ولا يتذمّرون من المشاكل والصّعاب... يتمتّعون باللّطافة مع الآخرين ولا يجرحونهم... يكنّون الإحترام للجميع...
يقدّمون المساعدة للغير دون التّفكير في منفعة شخصيّة...
يمتلكون نظرة إيجابيّة تجاه الخارج... عادلون في آرائهم وتصرّفاتهم النّابعة من معايير وقيم رفيعة... يضعون المحبّة والتّسامح قبل "الأنا" الّتي فيهم...
يتمتّعون بشعور كامل بالمسؤوليّة تجاه عائلاتهم والمجتمع... يمتلكون الثّقة بالنّفس والعقل المنفتح...
حافظي على طيبتك... لا تدعي العالمَ يحوّلُك إلى قاسية... حافظي على رقّتِك... لا تدعي العالمَ يحوّلُك إلى شخصٍ صعب... حافظي على لطفِك. لا تدعي حقيقةَ العالمِ تسرقُ منك جمالَ روحِك وتحوّلُ قلبَكِ إلى جماد... امتلكي قلبًا طيّبًا وبشرة متينة...
محبة الآخرين, اللطف, الفرح, التسامح, الثقة بالنفس, عدم الإستسلام, السلام الداخلي, القلب الطيب, الليونة, المرونة, مساعدة الغير, الطمأنينة الداخلية
- عدد الزيارات: 1972