التّغيير... مفيد
الشّيء الوحيد الثّابت في الحياة، هو التّغيير المستمرّ... لذلك، كوني ثابتة الخطوات في تحقيق التّغيير الذي تريدين رؤيته في العالم.
في مطلع كلّ عام جديد نشهد عهودًا جديدة... كثيرة... منها ما هو قديم، لم نقم به في العام السّابق... ومنها ما هو متجدّد، نعدّل في بعض ما قمنا به سابقًا ونبدّل في خطوات أخطأنا بها، فنعطي لأنفسنا فرصًا جديدة في تحقيق ما لم يتحقّق... أو ما فشلنا في تحقيقه...
في هذا العالم الجديد، فكّرت في ما يمكنني أن أضع من خطط جديدة... غير اعتياديّة ربّما... أو مغايرة لما تعوّدت أن أضع كهدف لسنة قادمة... آملة أن تكون سنة تجدّد وإنجازات على كافّة الأصعدة...
أوّل ما فكّرت فيه هو دائرة الأصدقاء المحيطة بي.... كلّنا نتشاطر أفكارًا متقاربة... كلّنا ننتمي إلى نفس الفئة العمريّة... لذا اخترت أن أبدأ بمخالطة أشخاص جدد، من فئات عمريّة مختلفة... لا أعني أن أتخلّى عن أصدقائي... لا، أبدًا... إنّما في العلاقات مع أعمار متفاوتة يجلب إلى حياتي خبرات مختلفة... أفكارًا مختلفة... وربّما تساعد في المخطّطات الّتي لديّ بأن تنجح فعلًا من خلال منظار غير منظاري...
كما أنّني لم أجد الأمر خطأ في أن أفتح قنوات صداقات مع فئات من النّاس لا ينتمون إلى الطّبقة الإجتماعيّة الّتي أنتمي أنا إليها... لا يعني أن أتطفّل على الآخرين طبعًا، إنّما لا ضرر في أن أعرف أشخاصًا في مختلف مراكز المجتمع... فكلّ درجة أو درجة (social class) لها ميزاتها من قيم وتطلّعات ومعايير... هذه كلّها مجتمعة توسّع آفاق تفكيري، وتنير زوايا تجمّعت فيها اعتقادات خاطئة أو غير جليّة...
بما أنّ الكتاب صديق الجميع... قرّرت أن أختار كتبًا جديدة... ولكن بلغات مختلفة... زيادة على الكتب الّتي أطالع بلغتي الأمّ، وجدت في كتب بلغات أخرى أمورًا جديدة... محفّزة... ملهمة... وممتعة أيضًا... في هذه الخطوة أتعرّف على ثقافات جديدة... وحضارات مختلفة... بها أتمكّن من تمييز العديد من خصال المجتمعات المختلفة على هذه الأرض... أتعلّم منها أمورًا تفيدني، وبذلك أفيد مجتمعي من حولي...
ربّما هي أمورًا صغيرة... أو ربّما لا نراها بذات أهمّيّة كأهداف نضعها في بداية صفحة عام جديد... لكنّني رأيت أن أخطّ أمورًا جديدة في صفحة جديدة... لا روتين فيها... صفحة جديدة في كتاب أعوام حياتي... تزيد من غنى خبرتي... تزيل ما يجلب الملل والتّكرار من عام إلى عام... والأهم، تجعل منّي شخصًا متجدّدًا... فلا أبقى قابعة في قعر الرّوتين والتّقليد...
في هكذا خطوات، وإن كانت بسيطة أو بطيئة، أتمكّن على المدى البعيد من أن أرى العالم من حولي بدل البقاء في منطقة الأمان (safety zone) الّتي رسمها لي الآخرون... في هكذا خطوة أتمكّن من النّموّ في كافّة الإتّجاهات وعلى أصعدة مختلفة...
ليتك عزيزتي تخرجين من صومعة منطقة الأمان الّتي تقضي على الطّموح وتبعث في سنوات حياتك الملل والتّكرار والرّوتين...
أتمنّى لك عامًا جديدًا مليئًا بالمفاجآت الإيجابيّة... عام سعيد، أعاده الله علينا بالخير والبركة، بالمحبّة والألفة، بالنّجاح والتّقدّم، بالإزدهار والتّطوّر إلى ما هو أفضل...
النجاح, عام جديد, الهدف, التجدّد , فرصة جديدة, التغيير, الملل والتكرار, عهودا جديدة
- عدد الزيارات: 1585