صفّ المدرسة... في المنزل
على أولادنا أن يدركوا أنّ لكلّ أمرٍ وقته... أوقات الدّرس للدّرس... أوقات اللّهو للّهو...
أوقات الطّعام للطّعام... وهكذا نحدّد الأوقات لكلٍّ من النّشاطات الّتي يمكن لهم أن يقوموا بها خلال النّهار...
عزيزاتي الأمّهات... وأنا واحدة منكنّ...
معظمنا اليوم نواجه حالة لم يسبق لنا أن كنّا بها... صفوف المدرسة على الإنترنت... في المنزل... ربّما نرى هذا الأمر غريبًا... فقد اعتدنا أن نرسل أولادنا إلى مبنى المدرسة للتّعلّم... أمّا الآن... ففي معظم البلدان، تتمّ عمليّة التّعلّم "عن بعد" عبر الصّفوف الإفتراضيّة على مواقع مختلفة... منها ما هو مصوّر سابقًا... ومنها ما يعتمد البثّ الحيّ... بين التّلامذة ومعلّماتهم...
بعضنا منازله صغيرة... بعضنا الآخر لدينا أولاد في صفوف مختلفة... لذا... فإنّك في بعض الأحيان تشعرين بالغضب من الفوضى في أرجاء المنزل... ولكن فكّري معي...
ربّما من الأفضل أن يبقى الأولاد في المنزل في هذه الفترة... في جوّ بعيد عن خطر الفيروس... في مكان بعيد عن الضّغوطات بسبب الخوف الّذي أصاب الجميع في المجتمع... وأيضًا... فهم في المنزل مرتاحين من التّعقيم على مدار السّاعة... ولا يرتدون الكمّامات المزعجة لوقت طويل...
في خضمّ هذا كلّه... علينا أن نهدأ قليلًا... ونضع الخطوط العريضة للبرنامج اليوميّ... وهكذا نتجنّب الفوضى... والإرتباك... ونضمن أن ننهي يومنا بنجاح أكبر وقلق أقلّ...
على أولادنا أن يدركوا أنّ لكلّ أمرٍ وقته... أوقات الدّرس للدّرس... أوقات اللّهو للّهو... أوقات الطّعام للطّعام... وهكذا نحدّد الأوقات لكلٍّ من النّشاطات الّتي يمكن لهم أن يقوموا بها خلال النّهار...
أمّا من ناحيتك... تجنّبي أن يراك الأولاد حين تكونين في حالة حيرة أو خوف... تذكّري أنّ أولادك يراقبونك حين تستمعين إلى نشرات الأخبار، ربّما هم خائفون أكثر ممّا يبدو عليهم... ومرتعبون أكثر من أيّ شخص بالغ آخر... وبما أنّهم لا يستطيعون التّعبير عن مشاعرهم كما نعبّر نحن الكبار، لذلك فهم معرّضون بأن يصابوا بحالات القلق أكثر من سواهم... فجيلنا لم يمرّ قبلًا بحالة كهذه الّتي نمرّ بها الآن مع هكذا فيروس أو وباء عالميّ... لذا فخبرتنا في هكذا أوضاع تقارب "اللّاخبرة على الإطلاق"... خصوصًا مع الحجر المنزلي، والإنقطاع عن رؤية أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب...
في الحقيقة ما يحتاجه أطفالنا في الوقت الحاليّ هو أن نمنحهم الشّعور بالأمان... والرّاحة... والمحبّة... وهكذا يدركون بأن ّالأمور ستتحسّن، وتصبح على ما يرام... ربّما نحن كأمّهات نحتاج إلى بعضٍ من المرونة في البرامج الّتي وضعناها ليوميّاتنا خلال الحجر المنزلي...
ساعدي أولادك على الشّعور بالإنتعاش بدل الشّعور بالإحباط... فصحّتهم الذّهنيّة والنّفسيّة أهمّ بكثير من إنجازاتهم الأكاديميّة... ولكن من ناحية أخرى عليهم أن ينجزوا ما هو مطلوب منهم لأنّها مسؤوليّتهم وواجباتهم... بالمقابل... عندما يشعرون بالأمان والرّاحة النّفسيّة والذّهنيّة... سترينهم من تلقاء نفسهم يقومون بكلّ ما عليهم القيام به...
أصّلي إلى الله أن يحفظك وعائلتك بخير وسلام...
الأولاد, العائلة, التربية المنزلية, COVID-19, الحجر المنزلي, الإضطراب السلوكي, الصحة الذهنية والنفسية, الخوف من المرض, الشعور بالأمان, زمن الكورونا, التعلم عن بعد
- عدد الزيارات: 1496