هل فعلاً أنا وحيدة؟
أشعر بالوحدة في معظم الأوقات... ليس لديّ زوجًا ليحبّني!! لماذا لا يرغب أحد في صحبتي؟؟
فأن أكون وحيدة تمامًا... هذا أبعد ما يكون عن أن يجلب لأيّامي السّعادة... أن يكون عليّ مواجهة الحياة بمفردي، أمر لا يطمئن ولا يوفّر الرّاحة النّفسيّة... ولا يهبني السّلام العقلي... ولا يشعرني بالإكتفاء الذّاتّي... والوحدة بالنّسبة لي قاتلة لمواهبي... وبالتّأكيد مع الوقت سوف تشلّ قدراتي الفكريّة...
تخطر في بالي هذه الأفكار أحيانًا... أشاهد صديقاتي يواعدن ويتزوّجن ويعشن حياة زوجيّة لا بأس بها... وأفكّر في نفسي... هل من الممكن أن أكون سعيدة في حين إن بقيت عزباء... أو وحيدة!!
وفيما كنت أقرأ ما دوّنته إحدى الكاتبات في كتاب نشرته كمذكّرات من خبرتها في الحياة... قرأت مقالاً تحت عنوان
"محبّة أبديّة أحببتك"...
نعم إنّ هذا ما قاله الله لنا... هذا ما وعدني أنا به! حتّى وإن لم أتزوّج... حتّى وإن عشت في الوحدة من جهة نظرة المجتمع... حتّى وإن لم أجد من يشاركني بقيّة العمر...
تمهّلت قليلاً وفكّرت... بكلمة منه خلق الجبال والمحيطات والنّجوم وكلّ الكون... الله الّذي يتحكّم بالطّبيعة والبشر... الّذي تعبده الملائكة... الإله القدير... يحبّني أنا شخصيًّا... ياه!!
ولأنّه يحبّني... فهو يباركني وبالتّأكيد سيعطيني سببًا للفرح، سواء كنت وحيدة أم لا... وبما أنّه هو من خلقني... فهو يعلم تمامًا الأشياء الّتي تسعدني... وهو يعلم متى وأين وكيف يهبني كلّ ما يجعل الفرح يملأ دنيتي...
منحني الشّعور بأنّني محبوبة من الله نفسه، راحة داخليّة ملأت قلبي وأراحت نفسي... ولكن... ما هي رسالتي في هذه الحياة؟ ما هي خطّة الله لي - الله الّذي خلقني وأحبّني؟ ما هي مشيئته في حياتي؟
إنّ حياتي مؤمّنة بين يدي خالقي... وأموري كلّها في فكره... فإن كانت خطّته لي بأن أتزوّج، فسوف يرسل لي الشّخص المناسب في الوقت المناسب... وإن كنت مشيئته بأن أخدمه... فسوف يفتح بابًا لم أفكّر به من قبل...
كلّ ما عليّ القيام به هو أن أسلّم أموري في يديه، وأصرف طاقتي في الإستماع إليه... وأحيا سعيدة، شاغلة المكان الّذي أعطاني إيّاه اليوم... في انتظار استكمال خطّته في حياتي...
في جميع حالاتي... متزوّجة كنت أم عزباء... حين أسلّم أموري وأضعها في يدي من خلقني... أستريح... وهذه الرّاحة تمنحني السّعادة... فلن يحبّني أحد أكثر ممّا أحبّني من صنعني... وهمّه أن أحيا بفرح يملأ قلبي...
الوحدة, المحبة, الفرح, الخالق, الإيمانَ, المرأة العزباء, مشيئة الله, متزوجة
- عدد الزيارات: 12486