التّعاطف
غنّت كارول سماحة.... إنت خيّي بالإنسانيّة بعد مراقبة واحتكاك مع الجيل الجديد... شعرت بأنّه جيل غير مبال بالعالم من حوله...
بارد العواطف... لا يعبّر عن مشاعر المحبّة... جيل أنانيّ!
وإذ لاحظت هذا... وجدت بأنّ عليّ القيام بشيء ما!!
بما أنّني مهتمّة بأخلاقيّات أطفالي، إذًا فعليّ الإهتمام بإنسانيّتهم بالدّرجة الأولى... وخطرت في بالي أغنية كارول سماحة:
"أنت مين؟ أنا ما بسأل... إنت خيّي بالإنسانيّة..."
إنّه التّفهّم – من خلال الاختبار – لماهيّة التّعاطف عن طريق إدراكنا بأنّنا جميعًا متساوون ومن جذور واحدة... على مرّ العصور... جميع البشر مترابطون بغضّ النّظر إن اعترفوا بهذا التّرابط أم أنكروه...
فإذا أقمت اعتبارًا أكبر لإنجازات الآخرين من الإهتمام بكيانهم الإجتماعي... يصبحون بالنّسبة إليّ مجرّد جسر عبور... فكيف إذًا، أتوقّع منهم أن ينشأوا متعاطفين في حين أنّني لا أشجّعهم على ذلك؟ وكيف يمكنني تشجيعهم إن لم أكن مثالاً لهم في التّعاطف؟
أنا كإنسانة وأمّ، مسؤولة عن جيلٍ شابٍّ – يتمثّل بأطفالي – كي ينمو بممارسة التّعاطف واللّطف تجاه المختلفين عنّي، سواء كان الإختلاف في المذهب، العقيدة، الثّقافة أو التّقاليد الإجتماعية...
كلّنا مطالبون أن نقدّر الآخرين الّذين لا ينتمون إلى مجتمعنا...
للأسف... في مجتمعنا العربيّ نحمل الكثير من الحساسيّة في هذا الموضوع... إنّما، وبصراحة، جيلنا الشّاب الآن، المنفتح على العالم اليوم، لا يمكنه إكتساب التّعصّب والإنحياز إلاّ من أهلنا ومنّا نحن... لذا علينا أن ندرّب أنفسنا على التّغيير... الإنفتاح على العالم والإنسانيةّ... ونتطوّع لمدّ يد محبّة للآخرين... خاصّة في خضمّ المعمعة الحاليّة بازدياد اللّاجئين في معظم البلدان، هربًا من المشاكل في بلادهم... إنّها نقطة بداية ممتازة... انطلاقًا من مجتماتنا الصّغيرة وصولاً إلى أبعد ما يمكن في هذا الخصوص...
علينا أن نكون حقيقيّين... ونعترف: ليس الآخرون غير محترمين أو غير مسؤولين... المشكلة هي...
في رؤيتي... أنا!!
المحبة, المشاعر, الأنانية, العاطفة, الأجيال , الإنسانية
- عدد الزيارات: 2693