علِّموا أطفالكم المُشارَكَة
...عندما نلاحظ طفلين يلعبان جنباً إلى جنب، نرى أنَّ حبَّ التَمَلُّكِ هو العنصر المُسيطر، كما أنَّ عَدَمَ المُشارَكَة أمرٌ يتشارك به جميع الأطفال...
ولكي نُعَلِّم الأطفال وندرِّبهم على المشاركة، لا بدَّ لنا من أُسُسٍ نَتَّبعها...
أن تكوني أُمّاً، فتلكَ مُهِمَّةٌ صعبة. ومحاولة تربية طفلٍ ورعايته وتعليمه ما هو الصحيح وما هو الخطأ، أمرٌ بمنتهى الأهمية، وقد يستنزف الأم حتى النهاية. وقد يكون درسُ "المُشارَكَة" هو أحد أهمُّ الدروس التي يصعب تعليمها للطفل وتدريبه عليها.
يقول الأخصّائيون في هذا المجال، إنَّ تدريب الطفل على مشاركة الآخرين في ألعابه، يبدأ من عمر السنتين؛ فهو يصرخ حينما يلتقط طفلٌ آخر واحدةً من ألعابه قائلاً: "لا.. لا.. أنا.. أنا.." وربما تكون هذه الكلمات هي الكلمات الوحيدة التي تعلَّمَ قولها... وهذا دليلٌ واضحٌ على "الأنانيَّة" الطبيعيَّة الموجودة داخل كل طفل.
وعندما نلاحظ طفلين يلعبان جنباً إلى جنب، نرى أنَّ حبَّ التَمَلُّكِ هو العنصر المُسيطر، كما أنَّ عَدَمَ المُشارَكَة أمرٌ يتشارك به جميع الأطفال... ولكي نُعَلِّم الأطفال وندرِّبهم على المشاركة، لا بدَّ لنا من أُسُسٍ نَتَّبعها منذ الطفولة، ثمّٓ نبني على هذه الأسس فيما يتقدَّم أطفالنا في السن.
- ممارسة التناوب أو الأدوار... أبدأي أنت باللعب مع طفلك... مثلاً، ضعي قطعةً من ال puzzle في مكانها، ثمَّ ليأخذ طفلكِ دوره في ذلك، بعدها ضعي أنتِ قطعةً، ومن ثمَّ يأتي دوره... هذا درسٌ عمليٌ في تعليم الأطفال كيفيَّة تقاسم الأدوار وإحترامها، وأنَّ المُشارَكَة وإحترام الأدوار هي مُتعَة.
- لا تعاقبيه على بُخْلِهِ... البُخْلُ هنا يعني الإحتفاظ بالأشياء لنفسه. إستعملي التشجيع الإيجابي معه في هذا الأمر، وإستعملي أيضاً كلمات اللطف معه لكي يتشارك مع الآخرين بدلاً، من كلمات التأنيب والترهيب.
- لا تمنعي طفلكِ من التعبير عن إستيائه... وإسمحي له أن يُعبِّرَ عن مشاعره... لكن في نفس الوقت علِّميه أن الآخرين يريدون أن يلمسوا تلك اللعبة أيضاً.. وإنهم سوف يُعيدونها إليه حالاً، وهكذا يشعر طفلكِ بالأمان من ناحية لعبته.
- قد يكون الأمر إيجابياً إن سمَحْتِ لطفلكِ بأن يختار بعضاً من ألعابه لكي يتشارك بها مع الآخرين... ولا تُمانعي إن وَضَعَ الطفل لعبته المُميَّزة بعيداً عن الأنظار وعن متناول اليد، وذلك حِرْصاً عليها.
- إحترمي أشياء طفلكِ... حاولي أن تستأذني طفلكِ قبل أن تسمحي للأطفال الآخرين باستعمال أغراضه. مثلاً، قبل أن تعطي أقلام التلوين لطفلٍ آخر، خُذي موافقة طفلكِ.
- كوني مثالاً يُحْتَذى... إنَّ الطريقة المُثلى لتريب الطفل لأن يكون "كريماً" هي أن يشاهد ذلك عملياً. مثلاً، إسمحي لطفلكِ بأن يستعمل قبّٓعتكِ. واستأذنيه لكي تستعيري أقلامه...
فَسِّري له كيفيَّة المُشارَكَة... وبأنّٓها شيءٌ غير ملموس، تماماً مثل الشعور والمحبَّة والأفكار، والتي يمكن لنا أن نتشارك بها أيضاً. والموضوع الأهم في ذلك، هو أن يرى طفلكِ بأم العين عمليَّة الأخذ والعطاء...
فهذه أحدى الدروس الهامة التي يجب أن تساعدي طفلك أن يتعلَّمها في الصِّغَر...
مقالات مشابهة
المحبة, التشجيع, الأطفال, الخطأ, التملك
- عدد الزيارات: 2982