الحب قرارا وليس قهرا
نجد حنين بعض الأزواج لمرحلة العزوبية أحيانا، كما تحن المرأة أحيانا لفترة ما قبل الزواج، فما سبب هذا وكيف نتعامل معه؟
هناك بعض العلاقات التي تتسم بالحب والتفاهم تجعلنا نقترب من دوائر البعض بشكل كبير، ولا سيما الأزواج أو الأهل، تكون قريبة جدا، وهذا شيء صحي ولكن ليس معنى الحب أو القرب أن يطغى أحدنا على حرية الآخر.
فهناك فرق بين أن نتحد لنكون سويا كيان واحد، أو أن يطغى أحدنا على الآخر فيمحيه ويبقى وحده.
فينبغي أن تكون هناك مساحة من الخصوصية التي تسمح لكل شخصية ألا يفقد هويته وحريته، وتلك المسافه هى التى نسميها الإحترام والحرية، ولعل أغلبنا يفتقد هذه المسافه، مما يدفعنا نشعر أحيانا بحنين إلى أيام العزوبيه.
ربما يظن البعض أن علامات الحب أو دليله هو أن تتلاشى هويتنا وشخصياتنا مع الطرف الآخر .
ولكن... للأسف تكاد تكون العلاقة مشوهة بيننا وبين من نحبهم بسبب إنعدام المسافة ومصادرة الخصوصية.
إن إقتحامنا لتلك المسافه هو ما يقضى على صحة العلاقات، وينشيء علاقة إستعباد ويورث الإحساس بعلاقة أسر وإمتلاك... إمتلاك للآخر أكثر منه حبا له... وهو ما يجعلنا في بعض الأحيان نلجأ لأصدقاء نشعر معهم بشيء من الحريه التي نفتقدها مع من نحب.
إن الحب قربا وليس إقتحاما...
الحب قرارا وليس قهرا...
فالحب عطاء إختياري حر... وليس قهرا، وإغتصابا، وهذه الحرية هي جوهر الحب.
فعلينا أن نترك مساحة من الحريه والخصوصيه التي تعوق الحب بل تدعمه، حيث يحترم كل من الطرفين خصوصية الآخر، فلا يحاول إقتحامه أو التجسس عليه أو حتى تضييق الخناق عليه.
فنحترم ما يخفيه من نحب، نحترم صمته أو خلوته أحيانا...
الزواج, الصداقة, الحرية, الإحترام, الإحساس, الحبّ, القهر, التجسس
- عدد الزيارات: 3000