Skip to main content

الإعتذار الإيجابي

الإعتذار الإيجابي

الإعتذار هو لغة راقيه لا ينطقها إلا إنسان أمين في محبته وواثق في أن الإعتراف بالحق فضيلة، ومع ذلك يعجز كثيرون عن تقديم الإعتذار المقبول.

الإعتذار المقبول له أسس، ليس فقط كلمة "آسف" المجردة، وإلا لكان كمن يقول آسف أحبك مع إيقاف التنفيذ.

يجب أن يتبع الأسف الإعتراف بالمسؤولية الكاملة، ومحاولة تصحيح الخطأ، وحتى في حال عدم القدرة على تصحيح الخطأ، فعلى الأقل نعطي وعداً بعدم التكرار والعمل على محو آثار الإساءة قدر الإمكان.

الإعتذار بتواضع... يحقق السلام والسعادة بالمجتمع، ويعطي الحياة نكهة مميزة.

إن الحل الأمثل لتصحيح علاقتنا مع أنفسنا ومع من أخطأنا في حقه هو الإعتذار النابع من القلب، والتي لا شك يقابلها شعور مماثل بالغفران. إلا أننا غالباً ما نجد صعوبة في تلك الكلمة بسبب الكبرياء الذي يحول دون الإعتراف بالخطأ أو يجعلنا نقوم بإلقاء جزء من الملامة على المُساء إليه، مما يجرّد الاعتذار من مفعوله الإيجابي.

عندما نطلق كلمة الإعتذار تجاه من أسأنا إليهم فأننا نرى المفعول الفوري في تهدئة الخواطر وإستعادة الإطمئنان، ليس فقط لمن أخطأنا في حقه، بل للمخطىء نفسه أذ أثبتت الدراسات أن الإعتذار يُعيد إلى المخطئ التوازن النفسي ويخلّصه من ضغوطات المشاعر السلبية.

فلنقدم الآن إعتذار في تقصيرنا في حق الله أولا ، وفي حق البشر عالمين أن التوبة والإعتذار بَابا لا يوصد في وجه من قصده. وكما قال سيد قطب "باب التوبة دائماً مفتوح يدخل منه كل من إستيقظ ضميره وأراد العودة والمآب، لا يصد عنه قاصد ولا يغلق في وجه لاجئ، أياً كان وأياً ما إرتكب من الآثام."

السعادة, السلام, الكبرياء, الإعتراف, التوبة , الإعتذار, الأسف

  • عدد الزيارات: 4261