Skip to main content

كيف تساعد نفسك والاخرين؟

طلب المساعدة والمشورة ليست "وصفة" لكنها أحيانا ضرورية. وعلى المشير محاولة إعادة الاتزان ومساعدة طالب المشورة المضطرب لرؤية واضحة لحل مشكلته. المشير يمكن أن يكون أحيانا شخص عادي مثلي ومثلك لكن يتمتع بالنضوج والخبرة والمحبة. ومــَن أفضل للمساعدة وفهم المعاناة إلا الشخص الذي اختبر نفس المشكلة أو اجتاز في نفس الظرف سابقا؟

يواجه الإنسان في جميع مراحل حياته مشاكل متنوعة إجتماعية، إقتصادية، دينية أوعاطفية. ويقضي الانسان عمره محأولاً التغلب على هذه الصعاب، والتوافق مع بيئته. فبعض المشكلات موجودة في البيئة أصلاً! وبعضها لا ذنب له فيها! وربما بعضها هو الانسان نفسه كان السبب فيها نتيجة سوء اختياره للفرص المتاحة له، أو لعدم المعرفة، أو عدم الحكمة.

كما تختلف المشكلات في النوع، تختلف أيضا في شدة وطأتها، وكذلك في الحلول. فقد يكون حل المشكلة سهلاً بالاعتذار مثلاً، وقد يكون صعباً لتراكم الأخطاء دون حل، أو لطول المدة .ففي هذه الحالة لا بد هنا من خبير ناضج متفهم صادق حيادي موضوعي مشحون علماً وثقة وصبر للمساعدة. وعلى قدر نجاح الانسان في حل مشكلاته أو التوافق معها يكون نجاحه وسعادته في حياته.

طلب المساعدة والمشورة ليست "وصفة" لكنها أحيانا ضرورية. وعلى المشير محاولة إعادة الاتزان ومساعدة طالب المشورة المضطرب لرؤية واضحة لحل مشكلته. المشير يمكن أن يكون أحيانا شخص عادي مثلي ومثلك لكن يتمتع بالنضوج والخبرة والمحبة. ومــَن أفضل للمساعدة وفهم المعاناة إلا الشخص الذي اختبر نفس المشكلة أو اجتاز في نفس الظرف سابقا؟

في المشاكل التي تمـُس المشاعر تنشأ هنا علاقة مميزة تتحدد بشخص المشير ذاته. فلا بد من إبداء الحب والاهتمام والإصغاء دون ملل أو لوم أو إدانة. وهذا أعظم علاج نفسي.

المشورة عملية ذات منفعة متبادلة، اذ كـُلا من المشير والمشار عليه يشعران بالراحة والاطمئنان والاكتفاء. فالمشورة ومساعدة الاخرين لها فوائد كونها تساعد الناس على أن يكونوا أكثر فاعلية وأقل توتراً. وتــُحرر الانسان من صراعاته الروحية، والنفسية، ويعيش بسلام مع نفسه والآخرين. فمـَن يــُقــّدم المشورة أكان طبيبا أم صديقاٌ يجب أن يكون موضع ثقة لا يفشي سراً وقادرا على الارشاد مشحونا حبا واحتراما.

المشورة تستلزم التفهم لحساسية الحاجة والقدرة على التعامل مع الأفراد كل حسب عمره، والمشير المتمرس يكتشف ما خـَلفَ المشاعر من سلوك وفكر ولا يحاول تغيير المشاعر بل تغيير الفكر، وبالتالي يتغير السلوك الى الأحسن.

لماذا تختلف ردة فعل الأفراد تجاه الموقف الواحد؟

السلوك الإنساني ليس ردود أفعال آلية لكنه أكثر تعقيدا لأنه ناشيء عن تفاعــُل المؤثرات مع النفس الإنسانية بكل ما تحتوي من قيم وخبرات وعواطف. فالإنسان يتأثر سلوكه بمؤثرات تـُحدد طريقته في السلوك نسميها محددات .فهناك محددات بيولوجية موروثة، ومحددات بيئية أي ما يحيط بالانسان منذ الصغر، واجتماعية. مثلا، تصرف الانسان الذي تربى في بيئة مثقفة (أو متدينة) يختلف عن تصرف الانسان الذي نشأ في بيئة متخلفة أو أسرة مفككة. ولا ننسى أن الانسان إبن بيئته هو لايختارها لكن البيئة تشكله وتطبعه بطابع معين رغما عنه.

لمساعدة الآخر على حل مشكلته علينا أن نغير الظروف التي هو فيها اذا كانت هي المشكلة، مثلا العنف. ولكن إذا كانت المشاكل تكمن في ردود الأفعال حول الظروف المحيطة وتعامل الناس معها فبالامكان أن يتعلم الانسان كيفية التصرف.

يقول العلماء: إن إيجاد الحلول تكون على تقييمنا لهذه الأحداث والصعوبات. فمثلا المشاعر تحتاج لمشاعر وتــَفهــّم ومحبة ولا تحتاج بالضرورة لحلول بالعقل. أما الأمور المنطقية كمشاكل الوظيفة أوالأمور المادية تحتاج للفكر والمنطق العقلي.

ولا شك أن قيم المشير وأخلاقياته واتجاهاته ومعتقداته لها أهمية كبرى ليكون موضع ثقة وملجأ للاستفادة. والدافع المهم للمشير يجب ان يكون حب الله وحب الناس والرغبة في المساعدة. وأخيرا والأهم هو أن الشخص الذي يعاني من المشكلة هو الذي يطلب المساعدة ولا يجب فرض المساعدة أبدا إلا في حالات الشك بالاختلال العقلي.

لذلك كلنا مدعوين......

لنساعد ونشجع بعضنا بعضاً....

لنشدد فاقـدي العـزم ولنسند الضعفاء....

لنعامل الجميع بطول البال....

لنحمل أثقال بعضنا البعض....

الحكمة, المحبة, السلوك, السلام, مساعدة الاخرين, الصعوبات, المشكلات, المشورة, العنف, counseling

  • عدد الزيارات: 3107