الذهب الأحمر

ينبت في المغرب وإسبانيا والهند وإيران... الذهب الأحمر ساحر العالم... والفضل للنساء.

عنوانٌ أثار فضولي... فَرُحْتُ أبحث عن هذا الذهب الساحر، ولماذا يعود الفضل فيه للنساء؟؟ وإذا بي أجد ما شدَّ انتباهي...

إنَّه "الكركم" أو "الزعفران" الذي ينبت في المغرب وإسبانيا والهند وإيران... تجارةٍ رابحة... يعود الفضل فيها للنساء بالدرجة الأولى...

فالنساء يَقُمْنَ بدورٍ محوري وأساسي في عمليَّة الإنتاج، وقد إنشأْنَ تعاونيات زراعية، وساهمن في إنتاج وتسويق الزعفران ذو الجودة العالية، بحيث أصْبَحَتْ بلادهنَّ تحتلُّ مركز الصدارة في هذا المجال.

وللحصول على كيلو واحدٍ من الزعفران، يجب توفير ١٤٠ ألف وردة. ويتطلَّبُ إنتزاع الشعيرات من كلِّ وردة وعددها ثلاثة شعيرات، مهارة خاصَّة. وتتولّى النساء عادةً هذه المهارة نظراً لدقتها وتِقَنيَّتها.

ويُعتبَر "الكركم" من أغلى التوابل في العالم. وقد أُطلِقَ عليه لقب "الذهب الأحمر" نظراً لندرته وفوائده المتعدِّدة لصحة الإنسان. وهو يتمتَّع بنكهةٍ لذيذة، ويضاف إلى الطعام فيعطيه لوناً رائعاً.

ويُقال إنَّ كليوباترا الفرعونية كانت تستخدم مسحوق الزعفران في التجميل.

كما ثَبُتَ طبيّاً أنَّ الزعفران يعيق نموّ الجراثيم لما يحتويه من زيوتٍ عطرية.

ويُقَدَّر سعر الغرام الواحد من الزعفران ذو الجودة العالية ب ٦٥ دولاراً، مما يُمَكِّنه التفوُّق في قيمته على قيمة المعادن النفيسة مثل الذهب.

وقد أُجريت أبحاث ودراسات لا حصر لها على هذا النوع الإستثنائي والمهم من التوابل، وأتت النتائج على أنَّ الكركم صحيٌّ للغاية، ويدخل ضمن مجموعة متنوِّعة من الأدوية التقليدية.

– علاج فعّال ضد الكوليسترول 

– يحدُّ من الإكتآب

– يحتوي على مادة تشبه الأسبرين ويمنع تجلّط الدمالصحة

– يحتوي على مادة مضادة للإلتهاب ويحارب الخلايا السرطانية

– فعّٰال في معالجة مرض السكري 

– يعالج تشنجات وانتفاخ البطن

– مفيد لاضطرابات الجهاز التنفسي مثل السعال ونزلات البرد والحمّى والربو

– مضاد للأكسدة

إلى هذا فإنَّ الكركم يُستَعْمَلُ في الطهي أيضاً نظراً لنكهته التي تشبه نكهة العسل، كما يُستخدم في تلوين الحلوى، إذ إنَّه يتمتَّع بلون أحمر مائل إلى البرتقالي.

وقد إستخدم الصينيون والهنود "الكركم" في صباغ النسيج، فكانت الملابس المصبوغة من الزعفران حكراً على الطبقات النبيلة فقط.

ونظراً لأهمية الزعفران وإستعمالاته المتعدِّدة الأوجه، فقد تمَّ تنظيم مهرجان أُطلِقَ عليه إسم "مهرجان الزعفران" وذلك إحتفالاً بموسم الزعفران في بلاد المغرب، وتحديداً في مدينة "تالوين" عاصمة الزعفران، وذلك في الأسبوع الأوَّل من شهر نوڤمبر، وتتخلل المهرجان أمسيات ثقافية وفنية ورياضية، بالإشتراك مع وزارة الزراعة والصيد البحري وفاعليات من المجتمع المدني.