Skip to main content

ڤيتامين أشعَّة الشمس

ڤيتامين أشعَّة الشمس

لماذا لا نزال نعاني بقوة وبنسبة مرتفعة من النقص في "الڤيتامين D"، فيما الجزء الذي نعيش فيه من العالم يتمتَّع بأشعة الشمس المتزايدة؟؟

غالباً ما يُسمّى "الڤيتامين D" ب "ڤيتامين أشعَّة الشمس" و "المفتاح لصحَّة العظام". وفيما هذه الصفات هي صحيحة، لكنها تحكي لنا جزءاً صغيراً من القصة. والحقيقة أنَّ معظم الناس لا يحصلون على ما يكفي من "ڤيتامين D" من أشعة الشمس، فيما تذهب عواقب هذا الأمر إلى أبعد من العظام. وقد أُثبِتَ دورُ "الڤيتامين D" في صحة العظام. هذا الڤيتامين الحاسم في ضمان إمتصاص الكالسيوم من خلال الجهاز الهضمي ومن ثمَّ إلى العظام... وهو في الواقع مهمٌ جداً من أجل نمو العظام المستمرّ، وإعادة تشكيلها وهيكليَّتها. وهذه العملية تحدث عند الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء. 

هذا وإنَّ العلامات المبكرة لعدم كفاية إمتصاص "الڤيتامين D"، تظهر أو تُتَرجَمُ في آلام العظام، وضعف العضلات. هذه الأعراض التي من الممكن تجاهلها أو يُمْكِنُ أن تُعزى إلى أسباب أخرى. 

وقد يتبادر السؤال إلى ذهننا، لماذا لا نزال نعاني بقوة وبنسبة مرتفعة من النقص في "الڤيتامين D"، فيما الجزء الذي نعيش فيه من العالم يتمتَّع بأشعة الشمس المتزايدة؟؟

وتأتي الإجابة من كثيرات: أنا أشرب الحليب بكمية كبيرة... ألا يكفي هذا؟؟ لكن المصدر الحقيقي لِ "ڤيتامين D" هو أشعة الشمس وليس الطعام، وهي تؤمِّن "الڤيتامين D" لجسمكِ، لكي تحصلي على شكلٍ ومظهرٍ جيِّدين. ولسوء الحظ فإنَّ الأشخاص المتقدمين في السن، والذين يلازمون بيوتهم ولا يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة، يتعرضون بشكلٍ سريع لنقصٍ في "الڤيتامين D". كما أنهم يعانون من ضعف العضلات وآلامها، ويشعرون بثقلٍ في الرِجلين وصعوبةٍ في الوقوف أو تسلّق السلالم. لكنَّ الخبر السار هنا هو أنَّ المكمِّلات أو الأدوية المساعدة، قد تساعد في التعويض عن هذا القصور، وهكذا يستعيدون بعضاً من قوَّتهم، تساعدهم على الوقوف من جديد. 

ولا بدَّ لنا هنا من أن نذكر، بأنَّ "الڤيتامين D"، هو بالحقيقة "هورمون". فعندما يمتصّ الجلد هذا الڤيتامين، ينتقل مباشرةً إلى الكبد والكلى، حيث يتحوَّل إلى هورمون عملي وفعّال. وهذا الهورمون يساعد على إستيعاب الكلاسيوم ويُبقي العظام والعضلات والأسنان في حالةٍ ممتازة. 

والڤيتامين "D" مسؤول عن تفعيل الجينات التي تتحكَّم في "السيروتون والدوبامين"، مما يؤثِّر على وظيفة الدماغ. وبمعنى آخر فإنَّ النقص في هذا الڤيتامين، يلعب دوراً هاماً في التغييرات المزاجيَّة. لذا فإنَّ كبار السن الذين يشعرون بالإكتآب معظم الوقت، يعانون من نقصٍ في "الڤيتامين D". 

كثيرون من كبار السنّ يشعرون بالتعب الدائم، لكنهم قد لا يتوقّٓعون أنَّ سبب هذا التعب هو النقص في "الڤيتامين D". 

لذا فإنهم يتجاهلون تعبهم. وفي هذه الحالة، عليهم أن يزيدوا من نسبة إستهلاكهم لِ "ڤيتامين D". 

وزيادة الوزن عادةً تواكب هذا النقص. فقد أشارت الأبحاث أنَّ هورمون "اللبتين" يعمل جنباً إلى جنب مع "الڤيتامين D" ،في تنظيم وزن الجسم. هذا وإنَّ مُهِمَّة هورمون "اللبتين" هي إرسال إشارات إلى الدماغ، تشير بأنَّ الجسم "مُتْخَمٌ"، مما يُوجِب التوقف عن تناول المزيد من الطعام. وعندما يحصل نقصٌ في "الڤيتامين D"، فإنَّ هذه الإشارات سوف تتعطّٓل، ولن تصل الأوامر إلى الدماغ بالتوقف عن الطعام، مما يساعد في زيادة الوزن.  

والنقص في "الڤيتامين D" قد يعود في بعض الأحيان إلى مرض التهاب الأمعاء، والذي هو مرض مزمن، ويؤدّي إلى التورّم والإحمرار في الجهاز الهضمي. وفي هذه الحالة فإن المسنين هم ميّالون إلى تطوير مرض التهاب الأمعاء، بسبب إصابتهم بنقصٍ في "الڤيتامين D". كما أنَّ المشاكل في القناة الهضميَّة لديهم، هي عرضة للإصابة أيضاً، وتسبب الإزعاج لهم، إذ أنها تتقاعس عن عملها في عمليَّة امتصاص الدهون. 

وفي حين أنَّ "الڤيتامين D" هو ركنٌ أساسي في سلسلة الڤيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، فإنَّ قصوراً حاداً سيحصل في عملية تحريك الجهاز الهضمي. 

لكن ما العمل إزاء هذا النقص؟

المسألة بسيطة، وبإمكانكِ تلافيها والتغلّب عليها، إن قمتِ ببعض النشاطات السهلة:

– عرِّضي نفسكِ ولمدَّة عشرين دقيقة على الأقل لأشعة الشمس الطبيعيَّة، وخصوصاً في الفترة الصباحية. 

– قومي بنزهات للإسترخاء، سيراً على الأقدام، وتمتَّعي بالطقس المنعش. 

وفي حال وجود نقص حادٌ في "الڤيتامين D" لديكِ، يمكنكِ الإستعانة بالأقراص. لكن هذا القرار لا بدّ من إتخاذه بعد التشاور مع طبيبكِ الخاص، وقبل بداية العلاج. 

تمنياتنا بالصحة والعافية لكِ ولجميع أفراد أسرتكِ!! 

الدماغ, العالم, الجسم, العظام , العضلات, الڤيتامين

  • عدد الزيارات: 2283