غاضب من الله
الايمان يهتز وقت الصعاب.. وكأن لسان حالي يقول... إلى متى يا رب؟ هل ستخفي نفسك إلى الأبد؟
هذا العالم مليء بالقبح و الشر .. مليء بالقتل و الحروب و المجاعات و المرض ...
نعم هو كذلك... ينتابني الغضب الشديد عندما اشاهد الاخبار ...
انظر الى هذا العالم و هو ينهار تدريجياً .. ينهار اقتصادياً .. اجتماعياً .. انسانياً و اخلاقياً !
و اقول في نفسي اين الله عن كل هذا ؟
ألا يرى اولاده يقتلون و يموتون من المرض و الجوع ؟
ألسنا ابناءه ؟
و لماذا يسمح بحصول كل هذه الامور السيئة لنا ؟
اغضب حقاً من الله لكن هل يحق لي ان اغضب ؟
من خلال قرائتي و تأملاتي لكتب الله المقدسة رأيت بأن العديد من الأنبياء و الرسل تعرضوا لضيقاتٍ عظيمة و منهم من عاتب الله بشكل مباشر متسائلاً لما يحدث كل هذا الألم و الظلم ؟
في مزمور 89:46 كتب النبي داوود، "إلى متى يا رب؟ هل ستخفي نفسك إلى الأبد؟ إلى متى سوف يحترق غضبك كالنار؟ "
لكن هنالك فرق بين ان تعبر عن غضبك من الله و ان تغضب منه !
كوننا اشخاص محدودي التفكير فنحن لا نرى الصورة الكبيرة التي يراها الله يحق لنا ان نغضب و ان نعبر عن غضبنا و استيائنا من الله.
الله لم يخلق الشر... و هو لن يؤذيك و جميع الصعوبات و العقبات التي تواجهها ما هي الا نتيجة الظلم و الشر في العالم او تنقية من الله ليقويك و يعطيك حكمة انت لست بعالمها الآن لكنك ستدركها فيما بعد ان وضعت ايمانك و حياتك بين يديه.
الغضب رد فعل صحيح على المصاعب، لكن عندما يُترك دون رادع ، يمكن أن يؤدي إلى العداء أو المرارة او الافعال الشريرة و الخطيئة.
كن صادقاً مع الله و دع مشاعرك تنسكب امامه مهما كانت فهو سيقبلها كما هي... حزنك، المك... و غضبك كن فقط صادقاً معه في صلاتك و عتابك .. صلاتك الصادقة مع الله تعني بأنه ملجأك و حصنك الأمين و انه الشخص الذي تثق به و تحبه.
اذكر في صغري انني غضبت جداً من الله لأنه أخذ مني جدي الحبيب... كنت شديدة التعلق به و ما زلت... و عندما اخبروني بأنه اصبح عند الله غضبت كثيرا و حملت هذا الغضب معي لسنوات ..و امتنعت عن الصلاه و تحول غضبي لعداء فهو اخذ اعز ما املك وعندها لم اكن اعي حقيقة الحياه و حكمة الله الا أن كبرت و ايقنت محبة الله لي و لجدي.
في وسط الضيقات ننسى جميع النعم التي اعطانا اياها الله و ينسكب تركيزنا على الألم... لا بأس...
فقد يكون الألم عظيماً لتتجاوزه بسهوله او بنفسك لذلك الجأ لشخص سيساعدك على الصلاه إن أمكن...
شخص تعرف تماما بأنه قريب من الله ليساعدك في تخطي ألمك و ليساعدك في ان ترى النور ...
ولا تنسى ان الله اعطانا وعدا بأنه سيكون معنا كل الايام.
عندما تمر حياتك بفترات صعبة حاول ان تقوم بأعمال ايمانية تساعدك في نشر الخير و المحبة و لنسمح لأنفسنا بالايمان دون رؤية.. و لنعط الحياة أملاً و لنكن نوراً للعالم كما ارادنا الله ان نكون.
الضيقات هي دروس الحياه الطبيعية... فتعلمنا التواضع و الصبر و الشكر و تقربنا من الله، لذلك اسمحوا لله بأن يعمل بحياتكم و هو قادر على تسديد احتياجاك و سؤال قلبك و قادر أن يمنحك السلام.
الغضب, الامل, الثقة, الصدق, الضيقات, الايمان, الالم, المصاعب, تخطّي المصاعب, وعد الله, المصائب, الغضب من الله, الانكسار
- عدد الزيارات: 2013