هل تلقّيت وردة حمراء؟!؟!

نعم... لقد مرّ عيد الحبّ... ولم أتلقَّ وردة حمراء... ألا أجد المحبّة في قلبه؟!؟! يا لتعاستي... هل صحيح أنّه مكتوب لي ألّا أجد المحبّة؟!؟! ما هو الحبّ؟!؟! كيف أعرف أنّها محبّة صادقة؟!؟!

سمعتها كثيرًا... من كثيرات حولي... 

"يا حسرتي... يا لتعاستي... يا لحظّي المنحوس... هل هي لعنة القدر أن أمضي عيد الحبّ وحيدة... دون حتّى وردة حمراء.. مع كلمة لطيفة تحيي فيّ أمرًا جميلًا؟!؟! "

بعد مرور السّنين.. الآن، أذكر عندما كان الحبّ ما زال يافعًا.. كنت أعتبر أنّ أجمل ما أسمعه هو كلمات المحبّة.. "أحبّك".. وما شابهها من عبارات معسولة تعبّر عن هذه المشاعر.. كنت أشعر بأنّها أنغامًا عذبة تنساب في مسامعي... 

أمّا الآن.. تبدّلت نظرتي.. أدركت أنّ هذه المشاعر هي مجرّد أحاسيس وقتيّة.. تتلاشى مع مرور الزّمن... 

مع الوقت.. اكتسبت النّضج في الحياة... نضج التّفكير.. نضج التّعامل مع الآخرين.. ونضج الأحاسيس والمشاعر... ولهذا.. لم تعد كلمات الشّفاه تقنعني.. ولا تلبّي حاجتي... ما أحتاجه الآن هو الفعل الحقيقي للحبّ... 

ما هو الحبّ الحقيقي؟!؟! 

قبل الإجابة على هذا السّؤال.. أودّ أن تفكّري بينك وبين نفسك... لن أسأل إن كان شريك حياتك يخبرك بأنّه يحبّك.. بل سأسألك إن كان لطيفًا معك؟!؟! هل تصرّفاته محبّة؟!؟!هل هو صبور؟!؟! هل هو كريم معك؟!؟! هل يقدّم لك الإحترام؟!؟! لذا.. هل أنت متأكّدة من أنّه يحبّك؟!؟! 

أمر آخر مهمّ جدًّا... 

هل أنت تحبّين نفسك؟!؟! لا أقصد مشاعر الأنانيّة.. إنّما أقصد تقديرك لنفسك.. ومحبّتك لما أنت عليه... احترام ذاتك.. واعتناءك بها... 

إن كان جوابك "لا"... فكيف تتوقّعين من الآخرين تقديم المحبّة لك.. بينما أنت نفسك لا تشعرين بهذه المحبّة تجاه ذاتك؟!؟! 

إن كانت إجابتك "نعم"... فهذا أمر جيّد جدًّا... 

الآن يمكننا أن نيجب على السّؤال الأوّل... ما هو الحب؟!؟! ما هي المحبّة؟!؟!

المحبّة صبر وطول أناة... المحبّة لطف ووداعة... المحبّة تحمينا من أمور كثيرة... 

المحبّة ثقة... المحبّة أمل... المحبّة تحافظ على الأمور الجميلة.. وتقدّرها.. 

المحبّة ليست كبرياء... المحبّة ليست أنانيّة... المحبّة تلطف ولا تغضب... 

المحبّة لا تحسد... المحبّة لا تتكبّر.. ولا تزدري بالآخرين... المحبّة تسامح... ولا تفرح بالشّرّ... 

المحبّة تفرح بالصّدق...