التّخدير
حين تصبح الحياة مؤلمة جدًّا... أين السّبيل للحصول على الرّاحة وتحقيق السّلام الدّاخليّ؟! نخدّر أنفسنا ونغرق في دوّامة الهروب؟! كيف نعبر إلى شاطىء الأمان؟!
أحيانًا أجد نفسي في حالة تخدير، وهذا يعني: طالما أنا لا أفكّر... فأنا بخير...
في اللّحظة التّي أبدأ فيها بالتّفكير، أدرك العالم من حولي... وأرى حالته وبشاعته... خاصّة الآن... لأنّنا أكثر انفتاحًا على كلّ ما يحصل حول العالم. في كلّ مرّة أبحث فيها عن شيء ما... فإنّا أشعر بالفشل... ويخيّب ظنّي...
لهذا السّبب... يحاول النّاس تخدير أنفسهم، وفي هذا يمكنني أن أفهم المعاناة بشكل أفضل!
يخدّرون أنفسهم بطرق مختلفة ومتعدّدة... بدءًا من الإفراط في أمور لربما تبدوا بسيطة وغير مضرة مثل تناول الطّعام... ألى الامور الاكثر جدية... مثلا إلى استخدام المخدّرات... لماذا؟!
لأن الحياة تصبح مؤلمة جدًا بالنسبة لهم... ولا يمكنهم التعامل معها... ونحن لا فكرة لدينا عن طفولتهم... ولا عن فكرهم تجاه العالم من حولهم... كما يجب ألّا ننسى القدرة على المقاومة في نفوسهم والمرونة في مواجهة الآلام... التي تبدأ منذ الطفولة إضافة إلى القدرة على وضع الثّقة بالآخرين...!
نحن نكتسب أفكارًا عن الحياة بدءًا من الطفولة... ومن المنزل بشكل أساسيّ...
هل النّاس الذين يعتنون بنا أو من حولنا محل ثقة؟ هل هم محبّون؟ أم مسيؤون؟
هل هم أشخاص موثوق بهم؟ أم لا؟ وبالتّالي حين نكبر... هل العالم محلّ ثقة؟
هذه هي الطّريقة التي نبني بها أفكارًا عن الحياة...
نحن نقوم بتصرّفات لا نفهمها كأطفال، وأحيانًا نتصرف على هذا النّحو ذاته حين نكبر كنتيجة لماضينا...
إذا كنت في هذه معضلتك ، فأنا آسفة حقًا من أجلك، أنا أسمعك وأشعر بك وأفهم ما تمرّين به ...
إذا كنت غير محظوظة لأنّك نشأت في أسرة غير محبّة ولا تثقين بالعالم، دعيني أشجّعك قليلًا. فبالتّأكيد، لا يزال هناك أناسًا طيبون بالخارج... لقد قابلتهم... هم نسمة حياة... يمنحون الأمل...، ويجعلون من العالم مكانًا يستحقّ العيش..
هؤلاء أناس أتقياء، يقدّرون قيمتك كإنسان... لا لما أنت عليه... ولا للون بشرتك... لا لغتك ولا لعرقك...
أصلّي أن يأتي بهم الله إلى حياتك...
الأمل, المُعاناة, قيمة الإنسان, السلام الداخلي, الثقة بالآخرين, المرونة, التخدير, مواجهة الآلام
- عدد الزيارات: 1380