Skip to main content

في الغفران... والمسامحة... والمحبة، قوّة فائقة

يكمن الغفران في قلب الإيمان... يمكنه شفاء العائلات المفكّكة... يمكنه إعادة بناء العلاقات... ويمكنه مصالحة المجتمعات المقسّمة... ولكن... كيف يمكننا أن نقدّمه بينما نحن بحاجة إليه؟!

تقدّمت الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا برسالة إلى شعبها في زمن الميلاد، في العام 2011...

إذا نظرنا مليًّا في الموضوع... وفكّرنا في ما وراء عرشها وتاجها ومركزها... ننتبه بأنّها ليست فقط قائدة بريطانيا... إنّما هي أمّ... زوجة... جدّة... وبالطّبع قد اختبرت أحزانًا وعقبات في الحياة كما أيّ شخص آخر... وها هي تتقدّم برسالة تحاكي أكثر ما يلمس قلوب البشر... فتكلّم الطّمع والجشع من جهة... وتعود لتوجّه رسالة المسامحة... الشّفاء... المصالحة... وقوّة المحبّة... قالت:

"في السّنة الماضية، استلهمت أنا وعائلتي بالشّجاعة والأمل الّتي شهدناها في بلدنا، بريطانيا... في برلمان المملكة المتّحدة وحول العالم... ووجدنا أنّه في المحنة والوقت الصّعب نستمدّ القوّة من أفراد عائلتنا... في الشّدائد تولد الصّداقات الجديدة... وفي الأزمات يمكن للمجتمع أن يفكّك الحواجز سعيًا نحو التّكاتف والتّرابط معًا لمساعدة بعضنا البعض...

إنّ العائلة، والأصداقاء والمجتمع، متّحدين، يشكّلون مصدر شجاعة للنّهوض من الدّاخل... لأنّها حقيقة مؤسفة جدّا أنّ بعض ظروف المأساة هي ما يستنفذ أفضل ما في روح وقلب الإنسان... "

تتابع جلالة الملكة بكلامها عن المآسي والكوارث الّتي حلّت بالبلدان حول العالم في ذلك العام، في أستراليا، كوارث طبيعيّة... في نيوزيلندا، هزّة أرضيّة، وفاجعة المنجم في Welch ...وغيرها من المآسي الّتي أصابت مختلف أنحاء الكرة الأرضيّة... وتابعت:

"للكثيرين، لن يكون عيد الميلاد سهلًا... فالثّكالى والوحيدين سيجدون هذه الفترة صعبة جدًّا... وكما كلّنا نعرف، فإنّ العالم يمرّ بأوقات صعبة... وكلّ هذا سيؤثّر على الإحتفال بعيد الميلاد المجيد...

أن نجد الأمل في المحنة هو أحد رسائل الميلاد... ولد المسيح في عالم مليء بالخوف... وجاءت الملائكة إلى الرّعاة الخائفين حاملين إليهم الأمل في ترانيمهم... وقال أحد الملائكة للرّعاة: "لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ.أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ"...

بالرّغم من أنّنا قادرون على القيام بأعمال خير عديدة... يعلّمنا التّاريخ أنّنا أحيانًا نحتاج الخلاص حتّى من أنفسنا... من تهوّرنا... وطيشنا... من طمعنا وشجعنا...

لقد أرسل الله شخصًا مميّزًا إلى العالم... هو ليس بفيلسوف... ولا هو قائد عسكريّ... لكنّه أرسل لنا مخلّصًا يحمل قوّة الغفران والمسامحة...

يكمن الغفران في قلب الإيمان... يمكنه أن يشفي العائلات المفكّكة... يمكنه إعادة بناء العلاقات... ويمكنه مصالحة المجتمعات المقسّمة...

في الغفران يمكننا أن نشعر بقوّة محبّة الله...

وفي آخر قرار من ترنيمة "يا بيت لحم"، توجد صلاة قصيرة:

يا طفل بيت لحم المقدّس، نزلت إلينا، فنصلّي... أن تغفر خطايانا، وتدخل قلوبنا... فتولد فينا اليوم...

وتنهي الملكة رسالتها بالقول: هذه هي صلاتي في يوم الميلاد هذا، كلّنا يمكننا أن نجد مكانًا في حياتنا لرسالة ذلك الملاك ولمحبّة الله من خلال المسيح... أتمنّى لكم عيدًا ميلادًا مجيدًا..."

الفرح, الغفران, الصلاة, الإيمان, الشفاء, الميلاد, محبة الله, المصالحة, المسامحة, زمن الميلاد, ولادة المسيح

  • عدد الزيارات: 1794