كيف أتعامل مع العنف؟
تعدّدت الأشكال والأنواع والألوان... تعدّدت الأساليب والطّرق... منها جسديّ... منها عاطفيّ ومعنويّ...
منها بالكلام، لفظًا وتعابيرًا... ومنها بالفعل، ضربًا وتعذيبًا... منها نفسي ومنها فكريّ... إنّما اتُّفِقَ على أنّها كلّها أوجهًا مختلفة لعملة واحدة... العنف...
ولهذا السّبب، أي تعدّد الطرق، يجهل الكثيرون بأنّهم معنفون من قبل الآخرين... ليس جهلًا منهم، إنّما لأنّهم قد اعتادوا على سلوكيّات الطّرف المعنّف لهم... أيضًا، السّلوكيّات تختلف من شخص لآخر، كالإستخفاف بقدرات الشّخص... أو الصّراخ عليه... أو التّثبيط من معنويّاته... وهذا النّوع من التّعنيف، عندما يتراكم في ذهن ونفس الطّرف الملقّي، سيحوّله بشكل غير مباشر إلى شخص انطوائيّ أو إلى شخص عنيف، أو ربّما إلى شخص تتملّكه المشاعر الكئيبة والسّلبيّة... وقد تؤدّي به أحيانًا إلى أذيّة النّفس أو حتّى أذيّة الطّرف الآخر... ومن الضّروريّ أن نشير بأنّ حالات نادرة تؤدّي إلى الإنتحار...
في ما يتعلّق بأولادنا في المدارس، كلّنا نرى في الآونة الأخيرة، العديد منهم يتعرّضون إلى ما يسمّى بالتّنمّر... سواء من طلّاب المدرسة أو من المعلّمين... وهذا يعدّ من أسوأ أنواع العنف الذي قد يتعرّض له الطّفل في مراحل حياته المبكرة... ويجب العمل على علاجه أو الحدّ منه... فهذا العنف يندرج تحت قائمة العنف الجسدي أحيانًا والعاطفي غالبًا... فيقوم هذا الشّخص المتنمّر بمعرفة نقاط ضعف ضحيّته يعمل على أذيّته بواسطتها... ويأخذ بالإستقواء عليه، ممّا يشكّل شخصيّة سلبيّة من عدة نواحٍ... و قد يرى بعض الأهل أنّ هذا التّنمّر هو "لعب أطفال"... أو "براءة أطفال"... أو "فترة وتمرّ"... إلّا أنّهم يجهلون بأنّ هذه الأفعال ستشكّل جزءًا كبيرًا من شخصيّة الطّفل عندما يكبر، خصوصًا إن تفاقمت الأمور...
أمّا في ما يتعلّق بدور الأهل في تمكين أطفالهم وتوعيتهم لمعرفة حقوقهم، فهو الجزء الأكبر من حلّ المشكلة... فيعلّمونهم في المنزل أنّه ليس لأحد حقّ في أن يسيء إليهم إن لفظيًّا أو جسديًّا، أو أن يتكلّم بكلام غير لائق أمامهم... وينصحونهم في جميع الأحوال بالتّوجّه إلى الجهات المعنيّة في المدرسة... والرّجوع إلى الأهل، وإخبارهم بتفاصيل يومهم... وما تعرّضوا له... فلا بدّ لنا كأهل أن نكون على تواصل دائم مع أبنائنا وبناتنا... وإعطائهم الآمان للتّحدث معنا بكافّة الأمور... وعدم الخوف ، إذ أنّ العديد من الأولاد يخافون من ردّة فعل الأهل تجاههم، إذضافة إلى خوفهم من أن يتلقّوا الملامة...
أهمّيّة التّربية المنزليّة الّتي تدعّم التّوعية للأولاد وتشجّع على مواجهة العنف بالطّرق الصّحيحة... ومن خلال التّواصل الدّائم مع أبنائهم يضمن الأهل علاقة متينة، خالية من الخوف أو التّردّد... وهذا التّواصل يستمدّ قوّته من عدم توبيخ الأبناء أمام الآخرين ومن عدم اللّجوء للعنف الجسدي أو اللّفظي في تأديبهم...
الأمر ذاته ينطبق على المرأة والعنف القائم عليها... لذا لا بدّ من إجرائات احترازيّة ووقائيّة للحدّ من ظاهرة العنف بأشكاله، منها:
اللّجوء إلى شخص موثوق به... وشخص تشعرين معه بالأمان للبوح بما حصل معك مهما كان...
ولقد أُسِّسَت منظّمات وجمعيّات تُعنى بالدّفاع عن حقوق المرأة وتهتمّ بحمايتها... وهذا ما يحتّم على كلّ امرأة أن تعرف خطوط التّواصل مع هذه الجهات... وأن تتحلى بالقوة والجرأة أوّلًا لطلب المساعدة وثانيًا لحماية نفسها... من أهمّ ما على المرأة رفضه هو التزام الصّمت عن الأذى مهما كان صغيرًا... وعدم المكابرة على تحمّل العنف... فهو لن يحلّ المشكلة...
الحصول على الإستشارة النّفسية لمنع تفاقم التّأثير السّلبي على الشّخص المُعنَّف...
وبالرّغم من كلّ المنظّمات الّتي ذكرنا اهتماماتها سابقًا، علينا ألّا ننسى... أبدًا... أن نحاول درس وفهم الشّخص المعنّف... لأنّه قد يكون هو، نفسه، قد تعرّض للتّعنيف في مرحلة ما من حياته... وهو الآن يمارس ما تعرّض له على غيره... ربّما في الكثير من الأحيان نحتاج أو نساعده وأن نعمل على علاجه بدلًا من وضع اللّوم عليه فقط، وإصدار الأحكام بحقّه...
الخوف, العنف, العنف ضد المرأة, التربية المنزلية, اوقفوا التنمر, التنمر, الحد من العنف, انواع العنف, توعية الاولاد
- عدد الزيارات: 1991