معنى الحبّ
الحبّ... هو شمعة تضيء لنا الدّرب في الحياة...
صديقتي في أواخر العشرينات، فتاة طموحة، مثقّفة، وصادقة إلى أقصى الحدود... ما زالت عازبة، ولا تفكّر بالإرتباط حاليًّا... لا لأنّ كبرياءها يمنعها من ذلك، إنّما تمتلك من عزّة النّفس والإباء كمًّا كبيرًا، رفع من مستوى توقّعاتها في كلّ ما يتعلّق بالحبّ والزّواج وما يتبعهما... كنّا نتحدّث عن هذا الموضوع، وكان السّؤال: ما تعريف الحبّ في الحياة الزّوجيّة؟ أو بطريقة أخرى، ما معنى الحبّ وأين هو من كلّ هذا الإرتباط وبناء عائلة وإلى ما هنالك؟!
تأمّلت عميقًا بسؤالها... ونظرت إلى ما آلت به الأحوال إلى الكثيرات من حولي، خصوصًا النّساء الّلواتي يعتبرن أنّهنّ تزوّجن بسبب الحبّ، وللأسف، وصلت ببعضهنّ الحياة إلى الطّلاق... أين ذهب الحبّ؟!
بعد سؤال وردّ... يليه سؤال آخر وردّ جديد، توصّلنا سويًّا إلى أنّ الحبّ، أو مشاعر المحبّة تنبع من عدّة عوامل... إنّما تدوم بسبب وجود القليل من هذه العوامل رغم كثرتها...
أحد هذه العوامل هو الإعجاب... الإعجاب الشّديد الّذي يلعب دور المغناطيس بين شخصين... ولكن... ماذا يحصل حين ينكسر هذا الرّابط الّذي يشدّ الإثنين معًا... وتتفرّق أجزاؤه... تتكسّر المشاعر معه... ويتلاشى الرّابط الّذي جمعهما...
عامل آخر هو المشاعر الجيّاشة الّتي يشعر بها الطّرفان... لكنّها مشاعر لا تؤمّن الضّمانة للطّرفين... فرّبما مع الوقت ومصاعب الحياة تفتر، وتتراجع، وتخفت شعلتها... وتنطفىء نار الحبّ مع برودتها...
وفي خلاصة تحليل العوامل، توصّلنا إلى معادلة منطقيّة... ربّما غير سهلة التّطبيق، إنّما هي معادلة عمليّة وفعّالة...
أنا وهي صديقتان منذ زمن... أوّل ما جمع بيننا هي الصّداقة الحقيقيّة... فماذا لو أنّ علاقة الحبّ بين الرّجل والمرأة هي في أولى درجاتها صداقة حقيقيّة؟! إذ أنّ الأصدقاء، كما يقول المثل، هم عائلة لا يربطها رباط الدّم... هم عائلة نحن نختارها وننتقي من يناسبنا... إذًا، فعامل الصّداقة أساسيّ في بناء رابط بين شخصين...
وبما أنّنا هنا نتكلّم عن صداقة متينة، حقيقيّة وصادقة، إذًا فنحن أيضًا نشمل في هذا النّطاق، الشّعور بالتّقدير والإحترام للآخر أمامنا... فينتج الإحترام للشّخص الآخر من خلال الصّداقة...
صديق وفيّ... نكنّ له الإحترام... من الطّبيعي أن نشعر بالحبّ تجاهه، ونمنح لعلاقتنا الإهتمام والعناية بكلّ ما نستطيع...
لذا ... حين تجمعنا الصّداقة الحقّة، ينتج عنها الإحترام المتبادل، فتولد مشاعر المحبّة...
الحبّ = صداقة + احترام + اهتمام ومحبّة
هذه المعادلة لا أعني بها فقط الحبّ بين الزّوجة والزّوج، ولا بين حبيبين يبنيان علاقتهما للمستقبل... هذه معادلة، في عواملها، تزيّن علاقاتنا مع كلّ الأشخاص في حياتنا...
أمر آخر... أودّ أن أقوله لك... لا تنتظري يوم عيد الحبّ لتخبري أحبّاءك بمشاعرك... بل أخبريهم بذلك على مدار أيّام السّنة...
عشتِ ... ودام الحبّ يلوّن أيامك بألوان زاهية...
الصداقة, المحبة, الحب, الإحترام, عيد الحب, الصداقة الحقيقية, الإهتمام, الإعجاب, الحب بين الرجل والمرأة, الإحترام المتبادل
- عدد الزيارات: 2770