Skip to main content

المهارات والفساد

المهارات والفساد

في الكثير من الأحيان ما أريد أنا القيام به يكون أمرًا لا أجيده ولا أبرع به... وهذا الإصرار العشوائيّ سيقودني إلى الفشل...

نحتاج إلى أفضل سمكريّ... أفضل نجّار... أبرع طبيب... أبرع معلّم...

نحتاج إلى مفكّر عظيم... نحتاج إلى شخص يقوم بعمله بشغف كبير... بذكاء لامع... وصدق مطلق...

وطبعًا، نحن نحتاج هذا في كلّ نواحي وسبل الحياة...

ألا تتمنّين لكلّ الأشخاص الأذكياء والبارعين في ما يفعلون أن يحوزوا على أفضل المراتب وأجود المراكز؟!

بينما ننظر ونرى أنّ أشخاصًا أقلّ ذكاءً، يتقدّمون بخطوات... ليسبقوا الأكثر ذكاء... ويمتلكون مراكز القوّة والسّلطة...

هذا بحدّ ذاته هو... الفساد...

بالطّبع، الفساد والطّمع أمران يدمّران التّراتبيّة الصّحّيّة للمجتمع، ويفسدانها...

عندما يحظى الأشخاص ذات الكفايات المعدومة بمكافآت ويصلون إلى مواقع ومراكز القوّة... هذا بصراحة، آخر ما نحتاج إليه وأقلّ ما نريده...

بل نحن نريد أن نكافىء الذّكيّ الّذي يبرع في عمله...

وآخر أمر نريده هو وجود أشخاص يسبّبون إضطرابًا أكبر من المشكلة نفسها للوصول إلى حلٍّ لها...

أيّ أمر سوى الإضطراب سيجلبه شخص غبيّ فاسد؟!

المطلوب منّا أن نقوم بعملنا على أكمل وجه... وحينها نحصل على ما نستحقّه فعلًا مقابل عملنا الجيّد...

مهما كان عملك، ومهما كانت المهمّة الموكلة إليك، قومي بإنجازها كاملة وبإتمامها على أفضل وجه...

وظّفي قدراتك كلّها بهدف تقديم أفضل ما لديك...

إذا فكّرنا في سبب فشل بعض الأشخاص، يمكننا أن نرى بوضوح أنّ السّبب الأساسيّ لذلك الفشل هو عدم المهارة او عدم الأمانة او عدم التخطيط ...اي الجلوس بهدوء والتّفكير في ما عليهم إنجازه للافضل... أو ربّما، بطريقة ما، هم يفكّرون في مصالحهم الشخصية... وهنا يقعون في الفخّ! فبسبب الفشل الّذي يواجههم في تأدية عملهم وواجباتهم، يهرعون إلى القيام بأمور أكثر غباء...

آخرون، يصرّون على القيام بأمور عديدة، لأنّهم يريدون ذلك... لا لأنّهم يبرعون بها ولا لأنّها مناسبة لهم!

 ما عليهم فعله هو التّفكير بأنفسهم... وبما يناسبهم من الأعمال... لا بما يريدون... ففي الكثير من الأحيان ما أريد أنا القيام به ربّما يكون أمرًا لا أجيده ولا أبرع به، وبالتّالي ليس حسنًا لي بأن أفعله... وهذا الإصرار العشوائيّ هو ما سيقودني إلى الفشل... عليّ أن أكتشف قدراتي لأدرك العمل الّذي أبرع فيه وأجيد إتمامه بإتقان وإبداع... فقط في هذا، أحقّق النّجاح في كلّ ما أنجز... لذلك يمكننا أن نرى الآن بوضوح أنّ سبب فشل البعض هو في سوء اختيارهم لأعمال لا يحسنون القيام بها... ويبقون ملزمين بها.. مقيّدين بإنجازها... غير قادرين على تغيير مسار حقل عملهم...

اسألي نفسك...

ما هو الأمر الغبيّ الّذي أقوم به في حياتي؟ وفي المقابل أهدمها بدل أن أبنيها، أخرّبها بدل أن أطوّرها، أبقى أتخبّط في مكاني بدل التّقدّم إلى الأمام؟!

ربّما حين تجلسين وتفكّرين في كلّ أمور حياتك وتقارنيها بما يمكنك القيام به وما هو حسن لك أنت، ستجدين الإجابة على تساؤلاتك...

أؤكّد لك، أنت لديك القدرة على الابداع في شيء ما...! أدركي أولا ما هو... وبعدها اعملي بجدية وامانة... وبعدها... تمتّعي بنتائج إبداعاتك...

العمل, الفشل, الفساد, الذكاء, الإبداع, المهارة, الغباء, التقدم , تحقيق الهدف, البراعة, القدرة والكفاءة, تحقيق النجاح, سبب الفشل, الرسالة في الحياة, كوني فعالة

  • عدد الزيارات: 1418